صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

العُهر السياسي

لا أعرف الحلبوسي جيداً، ولا امدحه ولا أذمه، وكل ما أعرفه أنه من ضمن جماعة (الكرابلة) المُتهمين دوماً بالفساد، وهم من مُريدي المالكي!!، ولكنهم (الكرابلة والحلبوسي) في ذات الوقت من مُريدي (خميس الخنجر) الذي صوّرته الماكنة الإعلامية للمالكي وأتباعه على أنه من داعميّ الإرهاب، بل ومُتهم بأنه داعم لـ(داعش)!، وعدو الأمس (الإرهابي) بحسب توكيدات قادة الحشد من قبل، وهو عدو مُبين لهم وللوطن حسبما صوّروه لنا صار اليوم حليفاً لبناء وطن!.

إننا نعيش في وطن العجائب والغرائب.. أظن ان الخنجر قد نجح في تأليب المكوّن الشيعي على قادته وكشف زيف الكثيرين منهم!!.

وليس الخنجر فقط، بل أثيل النجيفي الذي اظهرته قنوات الحشد (المُقدس) على أنه (داعشي كبير)، خاطبته إحدى قنوات الإعلام التابعة لقوى في الحشد بوصفه (قياديا في الحشد العشائري)!!. أي مسرحية هزلية يعيشها العراقيون؟!.

إنها مسرحية بيع الوطن في سوق (الشطار والعيارين)!!.بين يوم وليلة يتحول الداعشي إلى وطني!!. ولا ألوم هنا لا (الكرابلة ولا الخنجرية، ولا الحلابسة)، ولكن اللوم كل اللوم على من خدعوا أبناء الجنوب وسمموا أبدانهم بخطابات إيهامية (إصلاحية) مُزيفة، فظنوا خيراً، ولكنهم ككل السنوات التي مضت خُدعوا وصار (المُجرب يُجرب) لأنه الأدرى باللعب على عواطف الجمهور!!.

ألا (حلبس) الله ضلوعهم، و(كربل) أفئدتهم وخنجرها بخنجر مسموم لعل الله يُريحنا منهم.. مو كافي ضحك على ذقون بسطاء الناس ممن بذلوا الغالي والنفيس.. هل لأن قطر اليوم صارت حليفة لإيران، نجد (خميس الخنجر) وحُلفاؤه وطنيون حد النخاع؟! والله لقد ملأتم قلوب العراقيين قيحاً من فرط فسادكم وطُغيانكم السافر المُستهين والمُستغفل لعقول العراقيين.

مشعان بين ليلة وضُحاها بعد أن كان إرهابياً صار المُحارب الأول للفساد وإبنه قياديا في الحشد، بعد أن كان يُعطي دروساً في قناته المسمومة ليُعلم الإرهابيين كيفية صناعة العبوة الناسفة وطُرق تفجيرها بين أرتال (الصفويين) من الجيش والشرطة!!.

وبلمسة زرّ يتحول محمد الدايني من مُدانٍ بقتل الشيعة في ديالى والمُرتكب لأقذع الجرائم، الى حر طليق يُبرئه قضاؤنا المُستقل بصفقة!!. والخنجر يصبح حليف جماعة الحشد الأمثل! بعد أن كان كل سياسي يتحاور معه يُصنف على أنه من الذين باعوا الوطن بحفنة من الدولارات!!. وجماعة سائرون بين مؤيد ورافض!.

اللهم لا تؤاخذ شبابنا على تضحياتهم إن نسيّ او أخطا ساستنا، لأنهم بحساب حُسن الظن بهم نساؤون لدماء شهداء وحُزن أمهات وزوجات ثكلى وأبناء صدقوّا قوّل هؤلاء الساسة لفرط ما في شبابنا من ولاء للوطن، فلا تؤاخذهم على أفعال السُفهاء من قادتنا ممن باعوا تاريخهم بحفنة من الدولارات، وطمعاً في كسب رضا عدوٍ ظنوا أنه صديق!!.

وارحم شهداءنا لأنهم صَدَقوا فيما عاهدوك به، فسقوا بدمائهم أرض العراق كي تخضر حُرية!!، وما عرفوا إنما هُم ضحوا بأنفسهم من أجل بقاء زمرةٍ لا همّ له سوى البقاء على دكة السلطة.. اللهم لا تُحاسب شبابنا على صدق ولائهم لك ولوطنهم.. صدك عجيب أمور، غريب قضية.

أقرأ أيضا