صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

الكلام الذي لامعنى له!!

تعلمت الكثير من دروس الشارع ، ليس لأني إبن شوارع ، وإنما لأني من هذا الشارع ..

ولكن أي شارع ؟

ألم نقل “الكلام الذي لامعنى له”!!

في السياسة كما في الشارع هناك الكثير ممن لامعنى له ، الأحزاب وبرامجها التافهة ..القيادات وعقلياتها العفنة …اللصوص وجشعهم الذي لاحدود له ..ولكن من هم هؤلاء..؟

أذكركم “الكلام الذي لامعنى له ” !!

في المجتمع الذي هو إبن الشارع ..قطعان.. أميون.. قتلة.. إعلاميون ونخب.. حالهم حال الشارع الذي نحن ابناؤه ..

هل نحن المقصودون..؟

ثيمة من ثيم “الكلام الذي لامعنى له “!!

كلّنا تعلمنا أن نقول بما لامعنى له.. نكثر منه.. نحمّله المعاني الفارغة.. نتبجح به ونسوقه كأفكار.. وندافع عن القول نفسه وإن إكتشفنا فساده عن طريق الصدفة..!!

هل هذا يشملنا جميعاً..؟

حين يكون “الكلام الذي لامعنى له” سيشملنا طبعاً فلسنا من شارع آخر !!

نحن اولاد هذا الشارع نتعامل مع الدم الذي في الطرقات وعلى الأرصفة كما نتعامل مع “الكلام الذي لامعنى له..”!!

ولكن أي دم هذا؟

وهذا الكلام الذي تقرأونه بلا معنى أيضاً ، وربما يكون كلاماً تافهاً كما هي حياتنا بوجود من يسوّقون لنا كل الأشياء التي لامعنى لها من أجل حل القضايا التي كل المعنى لها ..

ولكن أية قضية وقضايا ..؟

هذا هو عين الذي لامعنى له في السياسة والإجتماع والفن والإعلام والثقافة التي لامعنى لها هي الأخرى ، لانها تتنطع علينا من “الكلام الذي لامعنى له”!!

سيسخر البعض من هذا الكلام ويتركه البعض الآخر في منتصف الطريق ويشتم كاتبه المتنرفزون.. وأنا سأستغرب من ذلك لأنني قلت منذ البداية.

هذا هو “الكلام الذي لامعنى له”!!

الكلام مسؤولية.. تمام ونص التمام أيضاً.

ولكن أي مسؤولية في كل الخراب الذي في الكلام الذي يقال ..الكلام الذي يندى منه الدم وتفوح منه رائحة الحقد الأعمى والدعوة الى رفع السيوف ..عفوا ..تجهيز المدافع فقد ولى زمن السيوف وبقيت أفكاره مع سيارات الجيسكاره المضللة والويسكي الفاخر  والعرق المغشوش المهرب لفقراء البلاد !!

لا أقبل الإعتراض لاني أريد أن لايكون لي أي معنى في “الكلام الذي لامعنى له”!!

مامعنى الأزمة مثلا والبنادق محشوة ؟!

مامعنى الحلول والصم هم المتحاورون ؟

مامعنى أن تكتب بعقل وسط مجموعات من المجانين !؟

هذه هي المشكلة ..مجنون يحكي وعاقل يفهم أو العكس تماما عاقل يحكي ومجنون يفهم!

وحتى حل هذه العقدة الجدلية يكون كل الكلام بلامعنى!

هذه هي الأزمة ..من يريد ان يصدق فهو مجنون ومن يريد أن لايصدق فهو مجنون أيضا ً!!

وسيكون عند جهينة الخبر اليقين !

أقرأ أيضا