صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

الناصرية ليست “وجبة لبلبي”

الحديث عن محافظة ذي قار يطول ويتسع بمقدار مظلومية و محرومية وفقر اهلها فالمحافظة الرابعة من حيث التعداد السكاني والفقيرة جدا من ناحية الموارد والإمكانات والفرص الاقتصادية تعج بجيوش من الشباب العاطلين عن العمل من الخريجين واعداد اكبر من المتسربين دراسيا والاميين كما تعاني من التردي الواضح في تقديم الخدمات بالاضافة الى انتشار العشوائيات السكنية وماتفرزه من مشاكل اجتماعية خطيرة.

هذه المشاكل المتراكمة والمتزايدة طرديا مع الزمن جعلت من الناصرية المدينة الاكثر عنفا على مدى عاما كامل من المظاهرات والاكثر عنادا للسلطة سيما وان المدينة تختزن من تجارب المعارضة وتحدي السلطة الكثير ، فهي مدينة الصراع الايدلوجي والعمل السياسي والحراك الجهادي والنضالي منذ نشوء الدولة الحديثة في العراق.

الحلول الامنية التي انتهجتها السلطات الحكومية لاتحقق امن مستدام لهذه المدينة ، فحملات ازالة الخيم واعتقال الناشطين وتفعيل مذكرات القاء القبض والمداهمات الليلية لاتنتج استقرار وهدوء في المدينة وان غابت عن المشاهد والمراقب السنه اللهب والنيران فان هناك نار تتفاعل تحت الرماد وستنفجر مرة اخرى في اقرب فرصة من الاختلالات التي تمر بها الدولة العراقية باستمرار ، وبما ان الحلول الامنية في الموصل وباقي المدن الغربية انتجت شعورا اجتماعيا عميقا بالتهميش وكره السلطة وتولد نتيجة لذلك كيان داعش الارهابي ، فليس ببعيد ان تعاد هذه التجربة في الجنوب العراقي وبصور مختلفة نوعا ما.

وان الحلول الاسلم لهذه المدينة تكون بتوفير فرص العمل وتنشيط القطاع الخاص والتشجيع على انشاء المصانع الصغيرة والمتوسطة ودعم المشاريع الزراعية الذكية والحديثة واستثمار بيئة الاهوار اقتصاديا وسياحيا والتوسع في عملية بناء المساكن وتطويق العشوائيات ومكافحة المخدرات ومعالجة التسرب الدراسي للاطفال ومواجهة النزاعات العشائرية والحد منها.

هذه الحلول التي ذكرتها على عجالة وحلول اخرى يفدمها اصحاب الاختصاص كفيلة بحل مشكلة الناصرية المعقدة بعد ان قرعت الجماهير ناقوس الخطر في اذن السلطة.

أقرأ أيضا