الإستراتيجية وهو أسلوب التفكير المسبق ووضع الحلول اللازمة قبل وقوعها بل أحيانا اقتراحها لهذا فالنجاح في أي عمل يجب على القادة أن يرسموا وينفذوا مجموعة من الاستراتيجيات الناجحة وتعد الإستراتيجية فناً مراوغاً فالنجاح في عمل ما لا يضمن النجاح في عمل أخر حتى وان كان مشابه له، ولهذا فان التعلم من أخطاء الماضي والإعداد الجيد وتوفير المستلزمات والإمكانات اللازمة واستخدام التكنولوجيا الحديثة في ظروف العمل المختلفة، كل ذلك يجعل كل عمل يبدو مفيدا في نوعه، ولهذا فان على الرغم من أهمية الخبرة وتراكمها عند القادة، الا أنها لا تمثل العامل الوحيد الذي يسهم في تحقيق النجاح. ان قدرة القائد على الحكم الصائب على كل موقف وفي مختلف الظروف، وقدرته على رسم وصياغة الاستراتيجية الملائمة للموقف مع أخذه لنواحي قوة وضعف الخصم في الحسبان التي تعد اكثر من غيرها عوامل محدده للنجاح وتحقيق الأهداف المنشودة.
ولهذا فان نجاح إستراتيجية معينة في موقف معين لا يجعلها بالضرورة قادرة على تحقيق النجاح في موقف مغاير، ولذا ينبغي أن تكون الإدارة قادرة على تغيير او تعديل استراتيجياتها كلما دعا الأمر وذلك حتى لاتصل المنظمة إلى حالة القصور الذاتي أي عدم قدرة الإدارة على تغير أو تطوير استراتيجياتها لتتواءم مع المتغيرات.
وبما أن الاستراتيجية تماثل إلى حد بعيد السعي للحصول على ميزه تنافسية تساعد على التفوق على الخصم لهذا فمن الممكن الاستفادة من عنصر المباغتة، فتنفذ الخطط الاستراتيجية، حيث لا تكون متوقعة من جانب الخصم كما انه بالإمكان تركيز الخطط ألاستراتيجيه على أهداف محدده أو مناطق يكون الخصم غير مستعد لها، أو تكون جهوده مبعثره وبهذا تكون للخطط الإستراتيجية فرصة اكبر للنجاح إن تم تنفيذها قبل أن يكون لدى الخصم المنافس وقت يكفيه لتركيز جهوده وإمكاناته لمواجهتها والرد عليها.
إن المدراء المتميزين هم الذين بإمكانهم اخذ زمام المبادرة والتفوق على الخصم نفسياً وحتى يتسنى لهم ذلك ينبغي أن يكونوا قادرين على إدراك وملاحظة التغيرات التي تحدث في البيئة المحيطة، فضلا عن استخدام تلك التغيرات لتحقيق المزايا التنافسية. ولذا فان التقييم الموضوعي لنواحي القوة والضعف بالذات وبالخصم يعد أمرا جوهرياً في هذا الصدد.
إن التكنولوجيا تؤثر كذلك على الإستراتيجية، ويجب استخدامها لتحقيق ميزة تنافسية قبل وأثناء الحملات التنافسية، فمع مرور الوقت ترتفع تكلفة التكنولوجيا الأمر الذي يضع من لا يستطيعون الاستفادة منها في موضع لا يحسدون عليه، إضافة إلى أن تزايد حجم المنظمة يتطلب أهمية وجود هيكل ملائم لتنفيذ الإستراتيجية.
إن أهمية دور الإستراتيجية يجب أن لا يقودنا الى إغفال دور التكتيك او أساليب العمل، فالعديد من المنظمات خسرت الكثير نتيجة لأخطاء تكتيكية وقعت بها، إضافة إلى إن الإستراتيجية يجب تنفيذها بشكل صحيح في ميدان العمل، فأخطاء التنفيذ قد تحيل أفضل الاستراتيجيات إلى الفشل نتيجة الوقوع في تطورات غير متوقعة.
إن المهم ليس وجود استراتيجية، ولكن المهم هو ضرورة رصد مدى فاعليتها باستمرار للتأكد من تنفيذها بشكل ملائم يؤدي إلى تحقيق النتائج المرغوبة ومن اجل ان تحافظ أي منظمة على توافقها يتعين عليها توزيع جهود العاملين فيها لحمايتها من المنافسين بعدة جبهات مع وضع تصور وتنفيذ مجموعة من الأساليب التي تتسم بقدر كبير من الابتكارات لمواجهتها وذلك عن طريق الكلمات أو الأفكار والإعمال المنظمة والتعرف على نقاط الضعف والقوة لديهم والتنبوء عن حركتهم.
إن الوظيفة الأساسية للإستراتيجية لا تكمن في المواءمة بين موارد المنظمة وبين الفرص المتاحة أمامها كما يفترض العديد من كتاب الإدارة، ولكن الهدف الرئيسي للإستراتيجية يتمثل في وضع الأهداف التي تعمل على توصيل المنظمة الى آفاق أبعد مما يعتقد مديروها انه بالإمكان بلوغها[1].
ولهذا فأن النظرة الحديثة للإستراتيجية من وجهة نظر جاري هامل وبراهالاد الأستاذان بجامعتي لندن ومتشيجان والذي ظهر في كتابهما الفكر الاستراتيجي هو [2].
1. رفع مستوى الموارد لتحقيق الأهداف التي يبدو أنها من غير الممكن انجازها.
2. تقليل المخاطر التنافسية بالتركيز على وجود محفظة متسعة ومتوازنة و كافية من المزايا.
3. الولاء لمحتوى استراتيجي محدد.
4. الإذعان لمجموعة من الأهداف متوسطه الأجل مع تشجيع العاملين في المستويات الإدارية الدنيا على ابتكار مجموعة من الأهداف التي ينبغي تحقيقها.
أما أبعاد مفهوم الإستراتيجية فهي:
1. هي وسيلة مستخدمة لوضع الأهداف التنظيمية في شكل أهداف طويلة الأجل , وبرامج عمل ووضع أولويات تخصيص الموارد.
2. تحدد النطاق التنافسي و تسعى للوصول إلى مركز تنافسي متميز.
3. استجابة مستمرة للفرص والتهديدات الخارجية ولنقاط القوة والضعف الداخلية التي توثر على المنظمة.
4. وسيلة تحدد بمقتضاها المنظمة نطاق الأعمال التي ستوجه إلية جهودها التنافسية.
5. صياغة السياسات والخطط الرئيسية لتحقيق الأهداف.
6. نمط من أنماط اتخاذ القرارات.
7. توجيه الأطر المرجعية وفقاً للظروف التي يتوقع أن تؤدي إلى تحقيق نتائج مرغوبة.
8. محتوى محدد يمكن المنظمة من تحقيق أهدافها بكفاية وفعالية.
الإستراتيجية: هي مجموعة الأفكار والمحددات التي توجه أو ترشد القيادات الإدارية في سعيهم لبلوغ أهدافهم.
د. محمود داود الربيعي: أستاذ بكلية المستقبل الجامعة في بابل