صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

انا أريد.. وانت تريد.. والديمقراطية تريد

نجاح الديمقراطية يقتضى مشاركة الجميع ، اعلام  يراقب وينقل الحقيقة للجمهور..، نواب يعرفون واجباتهم ويمارسون أدوارهم كما ينبغي بغض النظر عن موقفهم أو انتماءاتهم لهذه الكتلة أو تلك، جمهور يطالب بحقوقه ويدافع عنها بكل الوسائل المشروعة ويعمل  على أيصال صوته بالتظاهر السلمي والاعتصامات والاحتجاجات وغيرها ويساعده في ذلك الاعلام الحر الذي يعتبر أقوى دعائم الديمقراطية في الدول المتقدمة.

وقد تجسدت صورة الديمقراطية هذه عندما اجتمعت العناصر الثلاث التي ذكرت ليمارس كل منها دوره على انفراد، وكما يمليه عليه الواجب الوطني  وايمانه بالنظام الديمقرطي لحكم البلاد.

كانت عقارب الساعة تشير الى  الواحدة ليلا وأعضاء مجلس الشيوخ في الكونغرس الامريكي يناقشون مشروع قانون إلغاء الرعاية الصحية الذي يعتبر احد اهم منجزات الرئيس اوباما الذي حاول وبشكل مستميت، الرئيس ترامب ومن ورائه الحزب الجمهوري إلغاءه واستبداله بقانون اخر يلغي بصمة اوباما، اما الاعلام بقنواته المختلفة فقد ظل على مدار الساعة يتابع ويحلل من خلال الخبراء والمحللين الذين تتم استضافتهم للتعليق وبيان الرأي بسلبيات وإيجابيات مشروع القانون المقترح.

والجمهور من جهته في نفس الوقت الذي يجري فيه الكونغرس المداولات الاخيرة للتصويت، قد مارس دوره كما يجب حيث  واصل الضغط من خلال تجمع المئات من النشطاء والمواطنين العاديين الذين تظاهروا خارج مبنى الكونغرس ضد مشروع قانون الالغاء الذي حاول  الجمهوريون التصويت عليه رغم ممانعة عدد من أعضاء مجلس الشيوخ من الحزب الجمهوري لمشروع الالغاء، حيث يَرَوْن فيه ضررا قد يصيب ١٦ مليون مواطن أمريكي من خلال حرمانهم من برنامج التأمين او الرعاية الصحية.

واستمر الحراك، فكل يمارس دوره حتى الساعة الثالثة صباحا، حيث فشل الجمهوريون بتمرير مشروع القرار لانه لم يحصل على الأغلبية لان ثلاثة من الأعضاء الجمهوريين في مجلس الشيوخ صوتوا ضد مشروع القرار، ترأسهم السيناتور جون مكين، فصوتوا ضد إرادة حزبهم، وضد إرادة رئيس الحزب الجمهوري، والرئيس ترامب، لأنهم وجدوا ان المشروع البديل يضر ولا يخدم أغلبية المواطنين الذين يعتمدون على  نظام الرعاية الصحية الذي أقره الرئيس اوباما.

في هذه المرحلة والعراق مقبل على الانتخابات البرلمانية، وبعد ان فشل مجلس النواب في اداء دوره لخدمة المواطن، يبرز دور الاعلام الحر والوطني على لعب دوره الإيجابي في توعية المواطن، الذي اصابه الياس من العملية السياسية لعدم حصوله على مايصبو اليه، وإقناعه بان العزوف عن المشاركة في الانتخابات ليس هو الحل. لان الفراغ سيستغل ويملؤه اعوان ومؤيدو احزاب السلطة من المنتفعين والمستفيدين وهم كثر. وعلى مثقفي الشعب ونخبه وناشطيه ان يمارسوا دورهم المهم من الأجل التوعية والحث، والتشجيع، للتوجه الى صناديق الاقتراع ويكونوا من السباقين من اجل تشجيع الشرائح المترددة والنائمة على المشاركة، وقول كلمتها الفصل فيما تراه مناسبا من المرشحين.   

أقرأ أيضا