صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

انفجار ببيروت.. يعيد ذكرى نكبة الرابع من آب

بما تبقى من أرواحنا الهشة نتابع أخبار الحرائق المندلعة في معظم المناطق اللبنانية والتي وصلت إلى البيوت في أماكن عدة. “يا رب ارحمنا! ” فجأة اهتزت نوافذ المنزل، شعرنا بضغط غريب، ودوى صوت قوي.

هرعنا إلى الشرفات، ثم عدنا إلى الداخل في حركة ميكانيكية غير واعية، اختفت أصوات أولاد الحي الذين يلعبون بالكرة لتطغى صرخات الأمهات التي تهافتت لإدخال الأطفال إلى المنازل (الملجأ). هل نخلي المبنى؟ هل نبقى في المنزل؟ هل الطرقات سالكة اذا قررنا الذهاب إلى مناطق أخرى؟ ألف سؤال ولا إجابة واحدة واعية. عاد سيناريو الرابع من آب إلى الأذهان غير المتعافية من تلك الفاجعة بعد… أخيراً ظهرت حقيقة الأمر، “انفجار خزان وقود  في مبنى سكني في منطقة طريق الجديدة في بيروت.

 حتى الساعة تتحدث المعلومات عن سقوط ٤ شهداء وأكثر من ٥٠ جريح.فيما تعمل أجهزة الاسعاف والدفاع المدني على إخلاء السكان من منازلهم في المبنى الذي وقع فيه الإنفجار خوفاً من سقوطه.

 وتشير المعلومات إلى وجود خزان مازوت آخر بالقرب من الخزان المنفجر والذي لا تزال النيران مشتعلة به و في محيطه والجيش يعمل على إبعاد المواطنين خوفاً من انفجار ثانٍ.

 الهلع سيد الموقف، تتعالى صرخات الإستغاثة من داخل المنازل، وتُسمع أصوات من المستودع، مكان الحريق، وأبناء المنطقة يتهافتون إلى مكان الحدث للمساعدة في اخماد الحريق وانتشال الجرحى من تحت الركام.

 وعلى مقربة من مكان الإنفجار تسود حالة من الهرج والمرج أمام مستشفى المقاصد بعد نقل المصابين إليه.

 ليل بيروت لم يمر بسلام، وارتفع منسوب القلق بين الناس بعد الكلام المتداول لمحافظ بيروت مروان عبود حول “وجود  ١٠٠ مكان خطر مشابه في بيروت والخوف من حوادث مماثلة.”

 هذا وقد أوقفت شعبة المعلومات صاحب المستودع، والذي أكد “أن الإنفجار ناتج عن كمية من مادة البنزين التي كان يقوم بتخزينها للإستعمال الخاص لشركته التي تعمل في مجال الهواتف الخلوية وأجهزة الشحن “Powerbank”.

 وتتحدث مصادر مطلعة عن تواجد محل لبيع قوارير الغاز  يحتوي على أكثر من 200 قارورة على بعد أمتار من موقع الانفجار مما يرسم احتمال سيناريو كارثي.

 وعلى خط موازٍ، اشتعلت مواقع التواصل الإجتماعي في لبنان تضامناً مع أبناء طريق الجديدة وتنديداً بغياب الوعي عند بعض الأشخاص الذين لا يقدرون عواقب الأمور  مما يعرض سلامة المواطنين للخطر.

 بيروت المنكوبة تتجرع كأس الموت والخوف مرة أخرى في خلال شهرين، والشعب لا يدرك من أين تأتيه المصيبة فكل أبواب الأمل موصدة في وجهه إلا أبواب الجحيم اللبناني، غلاء معيشي، وباء كورونا، أزمة حكومية، غضب الطبيعة والآتي أعظم.

برداً وسلاماً لبنان. برداً وسلاماً ما تبقى من بيروت.

أقرأ أيضا