صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

انفصال الاجيال

يختلف تصنيف الأجيال من مدرسة الى أخرى ومن دولة الى غيرها ومن حضارة الى حضارة مجاورة لها او بعيدة عنها، لكن السن القانونية (١٨سنة) لبلوغ الرشد تعطي مشتركاً بين كل دول العالم للتعامل بتشريعات يكون اساسها البحوث الفسيولوجية والسايكولوجية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية والعوامل المؤثرة على هذه الأعمار وباقي الأعمار، واعتماد العمر (١٨) ومضاعفاته تقريباً تكون مرجعاً لتصنيف الأجيال فيما نطرحه الآن.

مضى (١٥ عاماً) على انتهاء حكم الدكتاتورية والاستبداد والطغيان وكل من هم تحت الـ(١٨) سنة، من الجيل الاول؛ لم يشهدوا تلك الفترة بآلامها وقد سمعوا وقرؤوا أحداث هذه الحقبة، مثل أي حدث سابق في العراق أو في العالم، لذا فان تفاعلهم معه ذهني وليس وجدانيا.

أما الجيل الثاني (١٨- ٣٥ سنة)؛ فهؤلاء وجدوا الانفتاح والحرية المطلقة ولا يمكن أن يتنازلوا عنه مع وجود التقنيات المتطورة والفضاء العالمي المفتوح ولا تعنيهم كثيراً سيرة الماضي، وتركيزهم على فرص العيش الجديدة وسرعة إيقاع الحياة.

إن النسبة المئوية للجيل الاول والثاني تتجاوز (٥٠٪؜) من كل الشعب العراقي لتصل الى حوالي (٢٠ مليون لكلا الجنسين)، تضع الشعب العراقي بين الشعوب الشابة.

أما الجيل الثالث (٣٥- ٥٥ سنة) فاصبح شاهداً على العهدين (الدكتاتورية والانفلات)، وعيناه تتنقل بين الجيلين الأصغر سناً والجيل الاكبر منه، ويبقى حلقة الوصل المنفرطة بسبب سلوك ما أسسه المحاربون القدامى الذين يشكلون الجيل الرابع (٥٥- صعوداً)، ليسير عليه البقية مكرهين.

اغلب الجيل الرابع ومن سلك سلوكهم ودخل في حضرتهم؛ انغلقوا على انفسهم لاسباب اهمها انهم مازالوا يعيشون بعقلية المعارضة التي لم تكن مجدية طوال عقود، لان قرار إسقاط الطاغية بيد اللاعبين الكبار، وانشغالهم بزيادة ثرواتهم داخل وخارج العراق والاكتفاء بمشورة المقربين منهم.

إن العمل الخارجي (التآمر) لا يستهدف العراق دون غيره من البلدان، ومتى ما وجد ظروفا ملائمة في أي مكان؛ فانه ينشأ ويتمدد ويساعده طابور خامس يجهل او يعلم وتسير معه المافيات وتغذي خراب ودمار المواطن والوطن، ولكن تعليق الاخطاء (الفشل) على المتآمر وحده، ومن دون المكاشفة والمعالجة الذاتية والداخلية سيؤدي ذلك الى زيادة في الانحراف والانهيار.

وزير عراقي سابق

أقرأ أيضا