صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

برطلة والامام الخميني

من حق الايرانيين ان يعتزوا بالامام الخميني وان يرفعوا اسمه على المباني الحكومية، لانه يعني بالنسبة لهم رمزا دينيا ووطنيا حتى لو كان البعض من غير الإيرانيين لهم راي آخر يتقاطعون به مع الإيرانيين او مع طيف واسع من الشيعة يتوزعون هنا وهناك من بقاع الدنيا، ولكن ان يرفع اسمه على مبنى احدى المدارس في اطراف مدينة الموصل وتأتي هذه الخطوة من قبل الاقلية الشبكية في قضاء برطلة ذي الاغلبية (المسيحية) فهذايعني اصرار على القفز فوق الحقائق والواقع والتاريخ وتجاهل تام لمشاعر الأكثرية.

معلوم لدى المتابعين للاحداث ان افتتاح مدرسة في برطلة تحمل اسم الخميني من قبل القنصل الايراني في اربيل كان من المفروض ان يكون في بداية شهر حزيران 2014 (قبل سقوط الموصل بايام معدودة) وفي حينها تعالت أصوات الاحتجاج في عموم محافظة نينوى مطالبة بعدم الاقدام على مثل هذه الخطوة وعلى لسان محافظها الأسبق اثيل النجيفي إلا أن افتتاح المدرسة تأجل بسبب سقوط المحافظة تحت سلطة داعش في 10حزيران 2014.

من الواضح أن من يقف خلف هذا المشروع يسعى الى ان تذهب الأوضاع في هذه المنطقة المتوترة – بسبب تداخل الاديان والاعراق والطوائف مع الصراعات السياسية للاحزاب –  في مسار صعب وشائك إن لم يكن في غاية الخطورة وبذلك لن يتمخض عنه رسائل اطمئنان واستقرار انما مزيد من مشاعر الاحتقان والتشنج ،وربما لن يكون بالإمكان السيطرة عليها وتفادي نتائجها السيئة .

فمن هي الجهات التي تقف وراء هذه الخطوة ؟

 
وهل تسعى الى ان تشهد هذه المنطقة مزيد من الاحتكاك لتكون خطوة مبكرة لفتح أبواب الجحيم على مناطق أخرى من الموصل وعموم محافظة نينوى؟

 
على مايبدو فإن الوضع في اطراف الموصل سيكون على موعد مع مفاجاءات كثيرة في الايام القادمة ولكنها غير سارة اذا ما كانت هذه اولى الإشارات بعد تنظيم داعش.

.
كنا نتمنى ان نشهد خطوات تهدف إلى تجاوز مرحلة ما قبل سقوط الموصل ، تصل من خلالها رسائل مطمئنة للجميع حيث يتم الابتعاد عن كل ما من شأنه إثارة الحساسيات الطائفية والقومية والدينية في مثل هذه المناطق التي تشهد تداخلا في الاعراق والمكونات، إلا ان الاصرار على اقامة مدرسة تحمل اسم الإمام الخميني في برطلة أطاح بهذه الآمال، وإعادنا من عالم الأمنيات والأحلام الجميلة بالعيش امنين ورمى بنا مرة اخرى الى عالم الواقع بكل انسداداته التي تحبس خلفها مياها ذات رائحة تعافها النفس وربما قد تسبب الاختناق.

أقرأ أيضا