صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

تذاكر مجانية لمسلسل بصالات عرض مفتوحة

أكثرما أخشاه في بلاد اللاحياة هنا، ان أقُتل بجريمة غسل عار لكوني أنثى، أو أقُتل بطريقة إسلامية كما أسماها الشهيد تحسين أسامة، لكوني لا احمل من القوة سوى صوتي، هنا وبالتحديد في بلاد تشيع فيها لغة الموت والاجساد المطروحة برصاص الصيد والدخانيات والكواتم والعبوات، هنا لم يتبقى شباب يحملون نعوش آبائهم وأمهاتهم بعد المنية، هنا الحلم الوحيد لأشخاص باتوا يتمنون أن ينتهي عداد الزمن لأعمارهم بحادث سير، هنا افتقدنا عبارة “هذا مات موت الله” ولأننا “مگاريد ومضحوك علينا” بعبارات الوطن ونشوة الانتظار بعد المعارك التي تطحن أولادنا ليتربع اولاد الـ…. على عروشهم العاجية ويحصنوا رؤوسهم بتيجان دمائنا، هنا خسرنا اللعبة، أي لعبة؟ والثمن حيواتنا.

العجيب ان القاتل مكشوف والقتيل معروف والجميع يلوذون بالفرار من المكشوف ويصبرون بالمعروف بآيات الشهادة والرفعة في الحياة الأخرى، ومخصصات كقطعة ارض 100 متر او راتب 250 الف دينار، حتى لا يقضون نحبهم بَعدك من تركت، منذ عامين وقتلى العراق في طوابير طويلة، حدادٍ لا ينتهي، يقولون انها ضريبة من يبحث عن وطن ومن يقف بوجه السلطة، وبعض الأحيان الوطن يستحق ويجب أن يموت الإنسان من أجل قضية، في حين يقول كنفاني: “أتعرفين ما هو الوطن يا صفية؟ الوطن هو ألا يحدث ذلك كله”، الوطن يا غسان ان نكبر لنعي ما هو ولنعيشه ولو بضع سنين، الوطن ان لا يُقتل طفل بالثالثةِ عشر من عمره من أجل منصب محافظ او ان لا يُختطف طفل او ان لا يغتال صوت حر او ان لا تُشهر اعراض نساء، الوطن وووو، الخ.

حقًا الوطن ان لا يحدث كل هذا ولا زال يَحدُث ونحن مكبلين لا نعرف ما نفعل سوى الثرثرة والحداد.

في السابق كان الناس يعرفون على يد من يُقتلون جهة أو اثنين اما الآن “ضاع الخيط والعصفور”، ضاع الصغير والكبير، الشيبة والشباب وسط صفوف من المليشيات وأذرعها وسط اللادولة، يحكمها جبان حليم، ويفترسها ضباع زبالة تلقفوا الفتات المتبقي من غرائمهم وضنوا أنها الوجبة الرئيسية الدسمة، من تمكين الشباب الصغار بسلاح وعقيدة رجعية (صك وعلس) إلى تمكيم الافواه عن طريقهم، والتصفيات الجسدية، لتقف الحكومة ببيانات “سطوة عشائرية وخلافات بينهم” كما حدث مع والد المختطف علي چاسب الذي اغتيل على يد إحدى المليشيات وتحديدا حركة انصار الله الأوفياء كما ذكرهم قبل مقتله بأشهر بانهم الجهة التي اختطفت ولده وهددوه بالتصفية، أدانت عدة جهات حكومية ومستقلة هذا الفعل وسيُفتح تحقيق ولجان وتبدأ مواقع التواصل الإجتماعي بالشتم والتعزية ويعاد السيناريو لاحقًا في ذات المشاهد او اقساها وهنا لا يهم من يفنى ذو العشرة أعوام او الثمانين!.

الاغتيالات تُطال النشطاء منذ زمن والجهات معلنة بشكل عشوائي من دون جهة رسمية تتبنى حماية المواطنين او تحاسب ذوي السلاح المنلفت، والد علي چاسب، أحمد الهليجي، من سكنة محافظة ميسان التي شهدت اغتيالات واسكات لأصوات الإحتجاجات، والمضحك ان الهليجي عاد من مراسيم تأبين المغدور عبد القدوس الذي أيضًا اغتيل في العام الماضي، وقُتل بالطريقة ذاتها، حيث اتهم ذوو المغدور أحد القياديين في حركة أنصار الله التابعة للحشد الشعبي بانه مسؤول عن حادثة الاغتيال، وايضًا كشفت جهات أمنية عن القبض على أشخاص متهمين بالتورط في عملية الاغتيال، حيث تشهد محافظة ميسان سيطرة شديدة من قبل عدة مليشيات، وهي ليست الوحيدة من بين المحافظات العراقية، التي تنتشر بداخلها أحزاب تملك تمويلا وأذرعا عسكرية، ومقاعد في البرلمان، بل ان جميع المحافظات تعاني من هذه الظاهرة الخطيرة التي لازالت تنعكس سلبا على واقعها.

إلى الآن لا توجد إحصائية مؤكدة عن عدد النشطاء والقتلى في البلاد وسنحتاج إلى المزيد من الإحصائيات وبشكل مستمر والسبب واضح وصريح، فمتى ينتهي هذا المسلسل الكوميدي، المضحك المبكي؟.

أقرأ أيضا