يتنامى الصراع السياسي الكردي الشيعي على النفوذ داخل اراضي الايزيديين، في ظل نشوء ظاهرة غير مسبوقة داخل المجتمع الايزيدي وهو ظهور أمراء عدة للديانة العراقية القديمة، ما فتح الباب أمام مصراعيه للتلاعب بمصير القضاء المنكوب، وتعريض مصالح الإيزيديين، للخطر.
في اكتوبر 2020 عقدت بغداد واربيل اتفاقية تنص على تطبيع الاوضاع في سنجار ومن هذه الإجراءات هو فرض سيطرة القوات الامنية العراقية من الجيش والشرطة والامن الوطني والمخابرات حصرا على المدينة، وهذا يعني إجراء جميع التشكيلات المسلحة الأخرى خارج حدود القضاء، وهذا ما رفضه الطرف الشيعي المعروف بالمقاومة والقريب من ايران عقائديا.
الحزب الديمقراطي الكردستاني رفع راية العودة الى سنجار بقوات البيشمركة، مستغلا انتماء الأمير حازم تحسين بك للحزب حيث يوافق هو واتباعه على كردستانية سنجار وضرورة ضمها الى الاقليم، ما دفع الايزيديين المعارضين لهذا الامر الى تعيين أمير خاص بهم وهو الأمير نايف بن داود بك، ورافق ذلك اعلان مجموعة مثقفين تدعي انها تمثل إيزيديي الخارج الامير امية معاوية اسماعيل كأمير على ايزيديي المهجر، وقبلهم في زمن الامير الراحل تحسين بك كان قد اعلن الامير أنور معاوية اسماعيل بك عن نفسه اميرا على الايزيديين في العراق والعالم وهو يعمل ضمن المشروع الوطني العراقي الذي يقوده جمال الضاري والمتهم بدعم الإرهاب في العراق في الفترة الماضية.
وكرد فعل على الاستئثار بوجود امير للايزيديين مقرب من أربيل، قامت فصائل شيعية باستغلال الانشقاق لدى الايزيديين، وجلب اولاد معاوية اسماعيل بك “المعروف بتاريخه البعثي” الى العراق لغرض ارسال رسالة للديمقراطي الكردستاني والأحزاب الكردية، بأنه اذا كان لديكم امير ايزيدي واحد فنحن نحظى بتحالف ثلاثة أو أربعة أمراء ايزيديين.
ولكن أزهر، أحد أبناء الامير معاوية اسماعيل بك، والذي تحميه قوة تابعة للحشد الشعبي العراقي قام بتصرفات بعيدة كل البعد عن المبادئ الايزيدية من خلال إطلاق تصريحات وتصرفات أهانت الايزيديين، رغم أن عموم الشيعة، لن يقبلوها ابدا، وهي تصريحه بأنه سيقوم بـ”بناء قبة ذهبية للإمام الحسين في قمة جبل سنجار، ولو كلفني الامر سانزع ذهب النساء الايزيديات جميعهن بالقوة لغرض بناء هذه القبة” وهذا ما لا يقبله الشيعة ومرجعهم الأعلى السيد السيستاني دام ظله.
هذا الأمر لا يعني أن الأمراء الآخرين بضمنهم صاحب النفوذ على معبد لالش المقدس لدى الايزيديين، افضل من أزهر بن معاوية، فالكل مسؤولون عن هذا الانحطاط الذي دفع هذا الشخص الى اهانة الايزيديين نتيجة الاهتمام بالمصالح الشخصية والسياسية، وهذا الأمر ولد موجة غضب تتوقف عند الاستنكار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، خوفا من الحماية المتوفرة لهذا الشخص.
الأمر برمته أصبح صراعا سياسيا شيعيا كرديا على أراض ايزيدية تاريخية، ولكن الأمراء الإيزديين بمختلف انتماآتهم السياسية ما هم إلا أدوات لتنفيذ هذه الأجندة، وهناك ايزيديون يدعمون تلك باهداف المصلحة الشخصية على حساب المصلحة العامة الايزيدية.