صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

حذار من الاستثمار السلبي في رصيد الانتصار

يا لها من اشهر، اسابيع وايام.. لا نريد نحن العراقيين جميعا ومن يقف معنا في محتنا لها ان تمر علينا مرور الكرام. بعد سنوات عجاف تحققت الانتصارات على التنظيمات الإرهابية، على مشاريع التقسيم المريبة، انتصارات من خلال إعادة الامل لشيء من التماسك الاجتماعي للمكونات العراقية.

في كل ما تحقق هناك الكثير من الجنود المجهولين، من الضحايا الذين سقطوا شهداء، من المؤازرين في الخطوط الخلفية، الداعمين بالجهد والمال والمعنويات. هناك صحفيون وكتاب كان لهم دور بطولي معلن ومخفي في ذلك خصوصا في الايام الأولى للمحنة… كثير من اصحاب الاقلام والناشطين شكلوا مجموعات من اجل تدقيق وايصال المعلومة وبشكل تطوعي.. كنت شاهدا على الكثير من الجهود الجبارة التي ساهمت برفع الحصار عن مجموعة هنا او معالجة موقف ميداني هناك. لقد كانت في بعض اجهزة الدولة حلقات تمنع ايصال المعلومة او تهدف الى تاخيرها عمدا لغاية في نفس يعقوب، فيما كانت جهود الخيرين تضغط، تدقق وتدفع للتحرك اسرع من بعض اجهزة الدولة. شكرا لجميع هؤلاء أيضا ولغيرهم.

ما نشعر به ونشاهده الان هو تلك الابتسامة العريضة المرسومة على محيا العراقيين، ابتسامة تغطي على عذاباتهم وجروحهم العميقة، هذه الابتسامة وما يشعرون به من سعادة غامرة هي لحظة انتصار حقيقي لنا جميعا، لكنها بنفس الوقت ليست نهاية المطاف. انها انتصار ان اسسنا عليه لبداية صحيحة تأخذ بعين الاعتبار عدم تكرار الخطايا السابقة.

ان ما يثير القلق هو ان النخب السياسية تتسابق من اجل الاستثمار في ذلك الانتصار الشامل، وهذا من حقها الطبيعي، لكن وتاسيسا على تجاربنا السابقة في المواسم الانتخابية فان تلك النخب تتمترس وتتخندق بطريقة تقليدية، تشحن الشارع بخطاب عبثي وتعود بنا للمربع الاول. المتفرجون من حولنا على استعداد للاستثمار السلبي في الانتخابات ونحن على استعداد لمساعدتهم في ذلك!

ان الجروح لم تندمل، والنقاش المفتوح اكثر من اللازم ينكأ الجراح، يجب ان نتذكر جميعا بان تضييع هذه الفرصة سيضع مستقبلنا جميعا على شفا حفرة من الانهيار.

اما آن لنا ان ناخذ حصتنا من الكعكة بلا تجريح بأي جماعة بشرية عراقية او غير عراقية؟! اما آن لنا ان نحصد المقاعد البرلمانية بلا تجييش طائفي؟! ان فعلنا ذلك فقد انتصرنا حقا على الإرهاب وانتصرنا قبل ذلك على خطايانا السابقة. فهل ثمة من يصغي..؟؟

أقرأ أيضا