صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

حكومة تنكرية

عاشت مدن الفرات الأوسط والجنوب حالة شديدة من القلاقل، ولكن مع دخول الاحتجاجات الى المدن وتكليف عبد المهدي بتشكيل الحكومة دخلت الاحتجاجات مرحلة من الهدوء وعلى امل عودة خدمات الكهرباء والمياه إليها وتحل مشاكل الأزمات الخاصة بالبطالة والتعليم التي اخذت بالزيادة.

واقتنع قطاع عريض من الشارع الاحتجاجي بجدوى انتظار تشكيل الحكومة بعد أن كانت مهلة الصبر على وعود الحكومة مرفوضة، فالمعروف عن البصرة قدمت شهداء في معارك التحرير بالضد من داعش وأكثر المدن تضررا من إجراءات التقشف الحكومي حتى أنها يمكن تسميتها بمدينة الشهداء والمدينة الشهيدة. وقد انخرط أغلب شبابها ورجالها في الحرب والصبر على تدهور خدماتها.

من المعتاد إقامة حفلات اجتماعية بعنوان حفلات تنكرية كما يحدث في عيد القديسين (الهلاوين)، ويحدث ان يتحرر الشخص من موقعه الاجتماعي فيتصرف بحرية اكبر وتتهدم بعض الاسوار التي تحيطه ويصبح الشخص غائبا عن المنتقدين حاضرا في ممارسة ما يريد، حكومة اليوم هي حكومة تنكرية او حكومة الهلاوين فزعماء الكتل والاحزاب قدموا مرشحيهم من خلال الموقع الالكتروني وطلبوا من رئيس الحكومة اختيارهم لذلك فهم سيدخلون الى الحكومة باقنعة (مستقلين) وهم بالواقع ينتمون للكتل التي شرعنت المحاصصة، تحت ذلك القناع يختبئ الزعيم الفلاني وتحت ذلك القناع يختبئ السياسي العتيد المخضرم، السرقات ستتم لكن تحت انغام حفلة الهلاوين التنكرية وستتم باسم التكنوقراط والهيئات الاقتصادية ستحضر بقناع مميز ايضا لتشرف على حسن الاداء واختيار اطباق الحفلة الدسمة دون ان يشعر بهم احد، الحفل سيكون صاخبا وسترافقه مؤثرات صوتية وخطب جمعة وحشود اعلامية وصفحات الكترونية داعمة ، ليغط الجميع بسكرٍ شديد يجعل الحفلة اكثر دفئا، ان المحاصصة التي يسير عليها الشعب داخل الاسرة والمدرسة والشارع والعشيرة انعكست اسلوبا وسلوكا على الاداء السياسي وصار مصطلح (حصتنا)، مرادفا لمصطلح (حقنا) وغابت في جروح الوطن كل هذه اللفائف الماصة للدم ، حكومة عبد المهدي كسابقتها لا تختلف بشيء سوى بالاقنعة، ويبدو ان هذا هو الحل الذي يعجب هذا الشعب الذي يعيش على الاهازيج والخدع البصرية وتناسي الماضي بذاكرة سمكة، ستمر الايام دون مشاكل سياسية وسيسكت الشعب مع اول زيادة بالراتب او ساعات تزويد الكهرباء، صاحب فكرة التكنوقراط والمستقلين يفهم مايريده الناس ويدرك ان المسألة كانت تحتاج لحفلة تنكرية سياسية فقط.

مدون عراقي

أقرأ أيضا