ان كل مايحتاجه ميناء الفاو هو القرار السياسي الحازم والشجاع وتوفير التخصيصات المالية اللازمة لاتمام المشروع، وهذا الامر يتطلب الذهاب بتجاه احد الخيارين اما التمويل الحكومي او الاستثمار، واعتقد الشركات الصينية قدمت عروض عديدة لاستثمار ميناء الفاو، لذلك القرار بيد الحكومة لاختيار طريقة اتمام المشروع وفق مدة زمنية محددة دون الوقوع بفوضى عدم اتخاذ القرار الحاسم.
ان اهم المعوقات التي تقف امام انجاز المشروع فهي عدم وجود جدية في اتمام العمل والضغوطات الداخلية والخارجية التي تقف عقبة حقيقية، ناهيك عن ضعف الادارة في اتخاذ القرارات الجدية وعدم وجود رؤية واضحة لانجاز المشروع ومشاكل اخرى كالبيروقراطية والفساد وقلة الخبرة في ادارة المشروعات الاستثمارية الكبرى داخل العراق.
اما مايخص تراجع الاتفاق بين الشركة الكورية ووزارة النقل فيبدو ان العقد الذي ابرم بين الجانبين كان ينقصه العديد من الفقرات المهمة التي استغلها الجانب الكوري وتراجع عن اتمام العمل وطالب باضافة وتعديل بعض الفقرات وهذا الامر كثيرا مايحدث بسبب ضعف المفاوض الحكومي وعدم متانة الجانب القانوني في صياغة العقود مع الشركات الاجنبية، كما حدث في عقود جولات التراخيص وغيرها من العقود التي تسببت بضياع حقوق العراق.
ولا نستطيع الجزم بوجود تدخلات خارجية ساهمت بتراجع الشركة الكورية عن اتمام العمل لكن الاوضاع الاخيرة للعراق وانتحار مدير الشركة التنفيذي وغيرها من المشاكل عوامل مهمة، قد تكون لها اثر كبير في انسحاب الشركة من العمل ومطالبتها بإضافات اخرى ع العقد المبرم بين الجانبين.
بالنسبة للرؤية المقترحة لانجاز العمل بمشروع ميناء الفاو، فاتصور ان تشكيل لجنة وزارية عليا من الوزارت ذات العلاقة ومحافظة البصرة واشراف مباشر ومتابعة من قبل رئيس الوزراء، واتخاذ قرار حاسم بالية تمويل المشروع والاستفادة من العروض للشركات الصينية وغيرها، وتحديد مواعيد ثابتة لانجاز العمل مع وجود خطه متكاملة لاتمام البنى التحتية التي يحتاجها الميناء، وكذلك اصدار قانون يمنع الربط السككي مع دول الجوار وعدم التعامل مع اي ميناء لدول المنطقة ممكن ان يوثر ع اتمام مشروع ميناء الفاو، قطعا سيكون لها الاثر الكبير في الاسراع باتمام العمل واتمامه بالوقت والشكل المناسبين، وسيكون للعراق دور واهمية كبرى في حركة التجارة العالمية والاقتصاد الدولي ومحطة مهمة لربط الشرق بالغرب، وسيعزز من دور العراق عالميا واقتصاديا، وسيكون للعراق موارد اقتصادية كبرى بديلة عن النفط، وممكن تطوير الخدمات الاخرى التي ترتبط بالمشروع كطرق النقل والمطارات والمناطق الصناعية والاستثمارات الاخرى وتوفير فرص العمل وتحريك الأسواق المحلية وغيرها.
ان بناء ميناء الفاو والاسراع بانجازه سيمنح العراق فرصه تاريخية ليلعب دور رئيسي في المنطقة وسوف يستفيد من تاثير هذا المشروع على الاوضاع الامنية والاقتصادية والخدمية ويساعده في تجاوز كثير من المشاكل التي تعصف بالبلد وساهمت باضعاف دوره وخلقت حاله من الفوضى والبطالة والانقسام الداخلي واثرت ع حياة المواطن بشكل اساسي.
وزير النقل الأسبق