صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

حيرة العبادي وحيرتنا معه

من المنطقي جداً أن يبحث السيد العبادي عن خبراء دوليين للبحث عن حركة مال الفساد التي تسربت الى بنوك العالم ومصارفها الشقيقة منها والصديقة لا فرق فالعراقي مشهور بالكرم وإن كان الأمر يتعلق بسرقة ثروات بلاده!

ذلك أن اخطبوطية حركة مال الفساد وتبييضه معقدة وشائكة وخارج امكانياتنا البحثية لتداخل رؤوس الاموال ورؤوس الفساد بالرؤوس  الحاكمة أو المتنفذة والمافيات العالمية!

لكني أرى إنه ليس من المنطقي أن يبحث السيد العبادي عن الفاسدين ، بل أراه بحثاً غريبا ومضيعة للوقت ، وخارج الغمز واللمز، ربما منح الفاسدين فرصة لترتيب أوراقهم وتفعيل جنسياتهم الثانية والثالثة وترصين مواقعهم الدفاعية القانونية وتسويق ورعهم ووطنيتهم !

لكن لماذا أذهب الى هذا الإحتمال .

بكل بساطة من غير المنطقي تماماً لضابط شرطة أن يأتيه من بعترف له بجرائم ارتكبها مع رفاق الدرب ، ويدوّن إعترافاته دون أي قسر أو إجبار، أمام الملايين من الناس، ثم يبدد هذا الضابط وقته وجهده وإستعاناته بالبحث والتنقيب عن القاتل في أماكن أخرى أو يجهد نفسه في إكتشاف أدواته!

سنقول للسيد العبادي وهو في خضم نشوته بالانتصار العسكري على الدواعش، ذلك إن الانتصار غير العسكري “سالفته طويله” ، إن الفاسدين والسرّاق والفاشلين أتوا الى باب دارك قبل ان تفتحها وقبل أن تبحث عليهم، وقالوا ما تريد قوله من إعترافات بالفساد مشاركة وتسهيلاً.

أصبر علينا وأقرأ ما نعيده.!

قال السيد المالكي في حوار متلفز على قناة آفاق التابعة للمالكي نفسه، في نيسان 2015 عندما سئل عن العملية السياسة فرد قائلاً:  “هذه الطبقة السياسية، وأنا منهم، ينبغي أن لا يكون لها دور في رسم خريطة العملية السياسية في العراق، لأنهم فشلوا فشلاً ذريعاً”، وعندما رد عليه المذيع متسائلا : (انت منهم؟) قال (نعم، أنا واحد منهم).

والفشل حبيبنا أبو يسر يعني هو ما وصلت اليه البلاد في كل مناحي الحياة، والوحدة العسكرية بآمرها كما يقال، وهذا الآمر قال كلمته، استشراء الفساد في جعبة المقربين منه كصفقات الاسلحة والسونارات الفاشلة التي اودت بحياة آلاف العراقيين وعقود التراخيص سيئة السمعة والصيت وعرّابها السيد الشهرستاني مستشار المالكي الاقتصادي!

النائب المدلل مشعان الجبوري قال بعد أن تم “تنظيف” صفحته في القضاء العراقي “اقسم بالله لو تحدثت عن الفساد لهجم العراقيون على المنطقة الخضراء”، وأكد “أنا وكل ساسة العراق فاسدون” وأضاف “أخذت رشوة بملايين الدولارات لإغلاق ملفات تتعلق بالفساد” ولكي يطمئن العبادي فقد عمم الرجل أمام ملايين العراقيين عبر أكثر من فضائية، أن جميع السياسيين وأصحاب المناصب الرفيعة في العراق “فاسدون ومرتشون”.

وأشار الجبوري إلى أنه هو وجميع أعضاء لجنة النزاهة البرلمانية العراقية، عندما يرغبون في فتح أي ملف متعلق بالفساد، يأتي الفاسدون ويسلمون اللجنة رشوة، ويتم على إثرها إغلاق الملف بالكامل وتوّج تصريحه بالقول “سيقتلونني لو تكلمت”!

السيدة النائبة حنان الفتلاوي لم تكن أقل جرأة من السيد مشعان عندما قالت وفي لقاء متلفز بحضور محمود المشهداني، رئيس مجلس النواب الأسبق، قالت رعاها الله “لقد تقاسمنا الكعكه وأخذ كل حصته وقبضنا كومشنات”، يعني عمولات!!

بكل بساطة يا ابو يسر اجلب المالكي الى القضاء ليسألوه سؤالاً محدداً ووحيداً “لماذا فرغت الخزينة المليارية بعهدك وتحولنا الى بلد مدين وأستشرى الفساد في مفاصل الدولة وضاعت ثلاث محافظات كلّف تحريرها الكثير من الدماء”؟

ولكن ليس أي قضاء!

بكل بساطة أبو يسر أجلب الفتلاوي الى القضاء ليسألوها سؤالاً واحداً ” أي قطع من الكيكة العراقية كانت نصيبك وأي نوع من العمولات إستلمت ولأي الأغراض “الوطنية جداً ” !

وأيضا ليس أمام أي قضاء !!

وأجلب أبو يزن السيد النائب الجبوري وليسأله القضاء ” أكشف لنا عن اسماء الحرامية الذين قلت عنهم “كلّنا” وتخشى أن يقتلوك لو قلت الحقيقة؟”

هؤلاء وغيرهم من سيسقطون أحجار الدومينو على رؤوس الجميع ، لانهم بكل بساطة لايمكن ان يتنكروا لاعترافات مسجّلة علناً وقيلت دون إكراه!

رؤوس الفساد بين يديك وانت، ياحظي، تحث المواطن على أن يدلي بمعلومات عن الفساد!

أقرأ أيضا