توفي يوم الاثنين الماضي في طهران، الوزير والسفير الايراني الأسبق علي اكبر محتشمي بور عن عمر يناهز الـ 75، لكن من هو وما الدور الذي لعبه قبل وبعد انتصار الثورة الايرانية بقيادة روح الله الخميني؟
كان اكبر محتشمي بور من اقرب مريدي وتلاميذ الخميني، فقد كان مسؤولا عن العلاقات الخارجية في مكتب الأخير بباريس، وممثله في قم وطهران في فترات مختلفة، وبعد انتصار الثورة في إيران وإبان فترة رئاسة علي خامنئي الأولى اختير ليكون سفيرا لإيران في دمشق.
عرف محتشمي بور النشط كثيرا بعلاقاته الوثيقة بالفصائل الفلسطينية وغير الفلسطينية وصداقاته الكثيرة التي نشأت الكثير منها أثناء وجوده في العراق برفقة الخميني أيام النفي في النجف الاشرف. من ضمن هذه العلاقات كانت علاقاته باللبنانيين السيد عباس موسوي والشيخ راغب حرب. هذه العلاقات مهدت فيما بعد لأبرز إنجازات الرجل وهو تأسيس حزب جديد في الساحة البنانية أي حزب الله، حيث تم استهدافه بطرد مفخخ بمحل عمله في دمشق فقد على اثره يده اليمنى وتعرض لاصابات عدة في أجزاء مختلفه من جسمه.
من المحطات المهمة لهذا الرجل هو تسنمه وزارة الداخلية في حكومة مير حسين موسوي (الذي تفرض عليه الاقامة الجبرية منذ سنوات)، خلال رئاسة المرشد الحالي علي خامنئي، وهنا من المهم الإشارة الى خلاف الرجلين المرشد والرئيس السابق مع رئيس مجلس وزرائه وقريبه من الناحية الاسرية، فوالد الخامنئي هو ابن خال والد ميرحسين موسوي، ويمتد هذا الخلاف الى أولى أيام رئاسة الأول، إذ أعلن عدم رضاه عن اختيار موسوي، وهذا بعد أن أحجم البرلمان الإيراني آنذاك عن القبول بعلي أكبر ولايتي أو مصطفى ميرسليم للمنصب الذي تم الغاؤه فيما بعد.
مع استلام محتشمي بور منصب وزارة الداخلية الإيرانية اصبح الرجل محسوبا على ميرحسين موسوي، الذي يحسب على اليسار في الدولة وهو الجناح الأقرب للخميني بينما كان الخامنئي برفقة احمد جنتي، محمد يزدي، مهدوي كني وناطق نوري في الجناح اليميني او كما يطلق عليه الجناح المحافظ القريب من تشكيلات ”المؤتلفه” وزعامات البازار (التجار). هذا التقارب بين محتشمي بور وميرحسين موسوي جعل الاول في خانة الإصلاحيين لكن ما يميز محتشمي بور عن باقي الإصلاحيين هو مكانته عند الجميع بسبب علاقته بقائد الثورة الراحل ورجالات الثورة الكبار كالرئيس الايراني الراحل رفسنجاني وغيره.
تعتبر انتخابات ايران سنة 2009 المحطة الأخيرة تقريباً في حياة محتشمي بور، حيث بوقوفه الى جانب مرشح الرئاسة آنذاك ميرحسين موسوي واعتراضه على نتائج الانتخابات ورسالته المعروفة الى الخامنئي أصبح من المغضوب عليهم سياسيا وانتهت حياته السياسية عملياً. على اثر هذا الامر اختار الرجل الانعزال والابتعاد عن الأضواء واختار مدينة النجف الاشرف مقراً له، حيث اقام فيها اخر عشر سنوات من عمره، حتى أصيب بفيروس كورونا نقل على اثره الى طهران وتوفي هناك.