كلّما ظهر السيد العبادي، الذي أشفق عليه كثيراً، في مؤتمر الثلاثاء، أترقبه وأمني النفس إن أبا يسر ييسرها علينا ويقول لنا بعضاً من الحقيقة حتى نفهم مايجري وما سيجري متخلين عن فهم ماجرى.
وفي كل مشاهدة يصيبني الإحباط كما الكثير غيري على ما أعتقد، من أن السيد العبادي لايقول شيئاً على الإطلاق، أو في أحسن الأحوال يقول شيئاً يعرف المواطن أكثر منه بكثير.
رسالتي إلى رئيس وزرائنا العزيز أبا يسر وهو في الطريق إلى نهاية ولايته الأولى، أن يقول لنا مثلاً من أحرق صناديق الرصافة، بدل أن يقول لنا ” لدينا خيوطاً ” فيما عضو أو رئيس لجنة البحث والتقصي يقول كشفنا حقائق مذهلة عن عملية الحرق، فكيف لرئيس الوزراء أن يكتفي بالخيوط.
إن يقول لنا كيف أن مسلحين يهاجمون سيطرة عسكرية رسمية تابعة له كقائد عام للقوات المسلحة في قلب بغداد، يستشهد خلالها أحد عناصر السيطرة، ثم تعجز قوة أمنية حكومية من إقتحام الدار الذي لجأ اليه المسلحون، لتنتهي بفصل عشائري على يد ممثل هيئة الحشد الشعبي.. هل يمكن له أن يفسر لنا هذا النوع من الكوميديا السوداء على إيقاعات تصريحاته المتكررة من إن الدولة قوية.
إن يقول لنا كيف يمكن لفصيل مسلح، خارج أو داخل الحشد، أن يهدد دولة حليفة للعراق وفي مؤتمر صحفي، على خلفية إستهداف قوات للحشد الشعبي في سوريا، والتي غالباً ماقال السيد العبادي ان لاقوات لدينا في سوريا، خصوصاً وإن الحشد اصبح إما جزءً من القوات المسلحة أو رديفاً لها والفرق بينهما كالفرق بين الدولة واللادولة.
إن يقول لنا كيف جرى كل هذا التزوير الفاضح والمعيب في الإنتخابات وهو القائل إستطاعت قواتنا الأمنية أن تحفظ الأمن في المراكز الإقتراعية ولم يحصل أي تفجير إرهابي بينما كانت التفجيرات تجري داخل صناديق الإقتراع وفي أجهزة البايومتري.
إن يقول لنا لماذا كل هذا الإنفلات الأمني حين تنزل العشائر المتقاتلة في شوارع البصرة بقاذفات الآربي جي (في نفس يوم مؤتمره الآخير ) فيما تتفرج عليهم قواتنا الأمنية.
إن لايقول لنا هناك مؤامرة كبيرة لإجهاض العملية “السياسية والديمقراطية” في البلاد، والمواطن يعرف إن المؤامرة من الداخل وفي الداخل، نعرف المؤامرة لكن لايقول لنا السيد العبادي من هم المتآمرون كي يسوقهم الى سوح العدالة.
كان يقول لنا سيادته إن “البعض” ومؤخراً تحوّل إلى مفردة “جماعات” مايعني إن البعض الصغير تحوّل إلى جماعات كبيرة فيما سيادته مازال يتحدث عن الإمساك بالخيوط.
ولا يقول لنا سيادته حقيقة ما قاله في مؤتمر (26/ 6 الحالي) عن جماعات منظّمة تقود حملات إعلامية ضد العملية السياسية وإن عملها مترابط ومنهجي، لكنه لم يجب على السؤال الأهم: من هي هذه الجماعات؟
دولة رئيس الوزراء المحترم.. اقدم لك طلباً من مواطن عراقي تغشي عينيه وأفكاره لوحة غامضة وفوضوية في البلاد، أن تظهر في ثلاثاء لك، واحد فقط على الأقل، لتقول لنا نصف الحقيقة وأترك لي ولغيري معرفة النصف الآخر ، ولكي لاأزيد وأثقل عليك طلباً، أحب أن أسألك السؤال التالي وهو خاتمة رسالتي التي لن تصلك:
ما الذي منعك حتى الآن من أن تطبق شعارك وتحقق وعودك بالضرب، ولو على فاسد حيتاني واحد، بيد من حديد كما وعدتنا منذ أربع سنوات؟
تحياتي وأشواقي لثلاثاء آخر مختلف.