تصاعدت وتيرة الاحتجاجات التي شارك فيها عشرات الالاف من الفرنسيين في باريس والمدن الفرنسية الاخرى السبت، منددة بقرارات الحكومة الفرنسية برفع أسعار المحروقات والضرائب، ما أثار مخاوف الرئيس ماكرون الذي كلف رئيس وزرائه فيليب بمتابعة الموضوع عن كثب والتعامل مع الازمة بشكل يحافظ على الاوضاع، ومنعها من الخروج عن السيطرة بعد أن بدأت قبل اسابيع باعداد قليلة وتحولت الى ما هي عليه اليوم، الامر الذي دعا وزارة الداخلية الى تجنيد 90 الف شرطي لتحييد الاحتجاجات والسيطرة على غضب الشارع الفرنسي.
ويرى البعض ان التاريخ يعيد نفسه في اشارة الى ما حصل في مايو ايار من العام 1968 فيما سمي في حينها بالثورة الثقافية التي هزت فرنسا، وخلقت اجواء جديدة غيرت الوضع السياسي والاجتماعي لعدة عقود، وجعلت فرنسا بلدا اشتراكيا ديمقراطيا أكثر من كونه برجوازيا رأسماليا.
وخلال وقوفنا المباشر في ميدان الأحداث منذ اليوم الاول لبدء حركة ذوي السترات الصفر التي اصبحت تقليدا اسبوعيا في كل يوم سبت، بدا جليا بان الشعوب الحية، لا تسكت عن حقوقها وان الحكومة تحترم ارادة شعوبها دون ان يسقط قتيل واحد واللافت للنظر ان مطالب المحتجين لم تقف عند المطالبة بحقوقهم بقدر المطالبة بحماية مستقبل ابنائهم من القرارات والقوانين التعسفية التي ستطال مستقبلهم وتحرمهم من حقوق كثيرة رسخها ابائهم واجدادهم منذ اكثر من 250 عاما حين قاموا بثورتهم ضد جبروت الحكم الملكي الفاسد والتي اصبحت نبراسا للحرية والديمقراطية وتثبيتا للحقوق المدنية في ترسيخ اهداف الجمهورية الفرنسية (الاخوة، الحرية ، العدالة).