عقدت الهيئة القيادية لتحالف الإصلاح والإعمار، مساء أمس الاثنين، اجتماعا تناول مستجدات الوضع السياسي في العراق ومأسسة التحالف. وذكر بيان للتحالف انه “انطلاقا من الحاجة الماسة لمنهج سياسي جديد ومشروع اصلاح وطني شامل يتجاوز الاطر المذهبية والدينية والقومية واستجابة لمتطلبات المرحلة الراهنة التي تتطلب اعتماد منهجية جديدة لإدارة المشهد السياسي، فقد عقدت قوى تحالف الاصلاح والاعمار المتمثلة بـ(تحالف سائرون، ائتلاف النصر، قائمة تيار الحكمة الوطني، ائتلاف الوطنية، تحالف القرار، قائمة الجبهة التركمانية، ممثلو المكون المسيحي والصابئي والايزدي، وقوى اخرى) بما يمثل 130 مقعدا نيابيا”.
وأضاف البيان، أن “الاجتماع ناقش المواضيع المدرجة على جدول الأعمال والتي يأتي في مقدمتها موضوع مأسسة التحالف، وكخطوة اولى في اطار البناء المؤسسي للتحالف فقد تم اختيار عمار الحكيم رئيسا لتحالف الاصلاح والاعمار وقد صدر القرار باتفاق جميع الاطراف”.
ولنا أن نعلق على مجمل ذلك بالقول:
1- ان السيد عمار الحكيم يمتلك فكرا عميقا في المجال التنظيري لتاسيس الخيمة الوطنية التي يريدها هو، وصبرا واستمرارا منقطع النظيرفي التواصل مع فكرته وانه متصالح مع نفسه ويومن بافكاره, وان بناء هذا التحالف اليه يعود الفضل الاول من بين كل الاسماء والقوائم والشخصيات والكيانات المنضوية فمنذ زمن بعيد يجد المراقبون: ان السيد عمار يسعي بهذا الاتجاه وما زال مصرا على تاسيس خيمة وطنية مهما طال وكلف الثمن .
2- يبدو ان السيد عمار يريد ان ينتقل بهذا التحالف من مرحلة الكتلة الاكبرالى الكتلة الكبيرة، ومن الكتلة التي توسس الحكومة الي الكتلة الى الكتلة الوطنية التي توسس مشروعا وطنيا، ومن المرحلية الى المرحلة الاستراتيجية سيما ان الظروف السياسية اخذت تتجه وتدفع اقليميا ودوليا للداخل العراقي بهذا الاتجاه.
3- من المؤكد ان السيد عمار يدرك ان الجهد شاق جدا في هذا التيار لتحويله الى موسسة سياسية وطنية لها متبنيات وبوحدتها يمكن ان تنتج مشروعا وطنيا ينجز الكثير سيما أن اكثرهذه الاشكالات ينبعث من عمق المكونات لتيار الاصلاح فمنها: اجتهادي, ومنها: مرتبط بحزب اخر ومنها: كيانات لاتمتلك ذات الحرارة والقناعة التي امتلكها السيد عمارفي هذه الموسسة, لكنه بالنتيجة سيعمل فهو معتقد بمشروعه, و ان ظروف جميع الاعضاء تملي عليهم الايمان بهذا العمل اجلا او عاجلا.
4- مما لاشك فيه ان السيد عمار سوف يجعل من هذا العدد الكمي والنوعي (130) نائبا مشروعا في البرلمان للمراقبة والمتابعة والتشريع والتاسيس حتى يتم وضع هذا التشكيل بقوة ويترسخ في الوجود السياسي هذا فضلا عن مشروعه للمستقبل السياسي الدائم.
5- سيدرك البعض ان هذه المؤسسة مهمة وطنيا وحتى بالنسبة الى الشيعة لانه يمكن ان تكون هذه المؤسسة مرجعا يمنع الاجتهادات المتوقعة من بعض الكتل المنضوية في تيار الاصلاح خصوصا ا ن المواقف منه محتملة لذا كلما استندت كل الكتل الى مرجعية سياسية وتوسعت قاعدة الحوار لصنع القرار كلما تخفف التوتر في الساحة السياسية وتقلص الاجتهاد وتمكن اللاعبون من التواصل.
6- قالوا إن السيد عمار وتياره الحكمة بدخوله في تيار الاصلاح وجد المناخ الملائم له ايدولوجيا وسياسيا .وقالوا: انه انهى بهم العزلة كونه لايمتلك حليفا مستقرا وهناك اقوال كثيرة وجدتها من خلال العمل واللقاءات مع المسولين العاملين في الساحة، الا ان الذي يراجع متغيرات الساحة السياسية لايجد ان ثمة ثوابت لغيره يفتقرها هو ,وان اتهمه الاغيار بان تحالفه (الاصلاح) هشا فهو اتهام غير مقنع فان باقي التحالفات هي الاخرى تهتز ويعتريها موضوع الاجتهادات والتي انتجت متغيرات كبيرة فاقصى اليمين تحول اليوم الى اقصى اليسار وعدو الامس صار حليفا وهذا هو العمل السياسي سلوكا مطردا لايختلف ولايتخلف من جهة سياسية لأخرى.
7- نعم السيد عمار بهذا التحالف هو والسيد مقتدى غادروا التحالف الشيعي الى التحالف الوطني بل زاوجوا بينهما، وهم صريحون في هذا لايحتاج الى ثمة دليل، ويرون أن المصلحة في هذا التوجه.
8- المهم ان السيد عمار ومن خلال متابعته هو بذاته للاجتماعات لماسسة الإصلاح، ووضع البرامج ومنهجة المؤسسة وتحويل التجمع الى موسسة ووضع اسس ونظام داخلي وقانون وهيكل اداري سوف يتمكن من جعل تلك المؤسسة السياسية العابرة الى موسسة لها موقعها في قابل الايام .
9- سوف تكون تلك المؤسسة هي الجهة الخلفية لبلدوزرسائرون فهي مرشدة له وموجهة ومخففة ومقننة ومانعة وجامعة وتلك مهمة مهمة ومفيدة للجميع وان كانت تلك مهمة تحتاج إلى تأمل.
10- يرى المراقبون ان ادنى ما يمكن ان يحققه السيد عمار من تحالفه مع السيد مقتدى في اطار (خيمة الاصلاح) هو ان يحيد الاخير، كون مساحات التيار وطبيعة ادائهم السياسي لقواعدهم الشعبية تستلزم نوعا من المرونة والاحتوائية العالية خصوصا ان السيد عمار يدرك حجم الضرر ابان الخلاف بين المجلس والتيار في عام 2007 ويدرك كم خسرت الدعوة بسبب خلافات المالكي مع التيار الصدري.
11- بملاحظة اولية نجد ان الكتل المكونة لموسسة الاصلاح منسجمة نوعا ما ايديولوجيا وهم رجال العملية السياسية الاوائل والموسسون لها سوف يعملون من خلال تلك المؤسسة ان لا تتجاوزهم الاجيال السياسية التي تسنمت في هذه المرحلة مواقع مهمة في البرلمان وغيره.