صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

عجز الاستيزار وإنتهاء العرض الكوميدي

حتى الآن وبعد مرور أكثر من خمسة أشهر على إنتهاء مهزلة الإنتخابات النيابية، مازال الرجل المريض المسمى “كتل سياسية” عاجزاً عن إستكمال كابينة وزارية بسبب صراعات الحصول على المكاسب وحفلات التسقيط ولي الأذرع وكسر الإرادات وحسابات الربح والخسارة من ثروة العراق!

كلام لا نقوله نحن، هو فكر ورؤية المواطن الذي لايرى، حتى الآن، في هذه الصراعات مصلحة حقيقية له، وهو مقتنع بأن المشهد الذي يتابعه في مسرحية من طراز الكوميديا السوداء، ليس إلا صراعاً لتوسيع النفوذ ونهش اللقمة الأكبر والأدسم من الجسد العراقي المثخن بجروح هذه الطبقة السياسية الرثة والفاسدة، التي تتصارع في ساحات مكشوفة رغم كل الكارثة التي حلّت في البلاد، رغم كل الوضع الكارثي الذي يعيشه المواطن، ورغم التحديات المقبلة التي ستحدد مصير البلاد والعباد!

التحديات المقبلة أكبر من قضية وزير يختلف ” الأعدقاء” على توزيره، التحديات القادمة، هي تحديات رسم مصير المنطقة والعراق من ضمنها برؤية جديدة وسيناريو جديد تقوده إدارة ترامب علناً ومن خلفها مباركات أوربية وإستعدادات داخلية لقوى محلية في العراق وغيره، تستهدف في مجملها وتفاصيلها ليس تقليم أظافر الذئب الإيراني الناهش في جسد المنطقة فقط، وإنما رسم خارطة، ربما جيو سياسية، جديدة للمنطقة، أو صياغة مفهوم جديد لعلاقة اميركا مع دول المنطقة بما يؤمن بقوة المصالح الستراتيجية لأميركا وحلفاؤها في الشرق الأوسط ..

والسؤال: هل الطبقة السياسية الحالية التي تتصدى لقيادة البلاد بصورة غير شرعية ” نسبة المشاركة في الانتخابات 19%” قادرة، بغياب فكر ستراتيجي، قادرة على مواجهة تحديات من هذا الطراز أو أن تكون فاعلاً في رسم الخارطة السياسية الجديدة ؟

من التجني عليها، تحميلها أكثر من طاقتها، ففكرها الستراتيجي قائم على ثقافة الفرصة والعمل بالنيابة والسير تحت مظلات مثقوبة في أجواء إعصار ممطر قادم لامحالة، فقد وصلت درجة الإستعصاء في العراق والمنطقة إلى طريق مسدود، كما إن هذه الطبقة الماكرة في الإستحواذ لاتعرف ماذا تريد في أجواء ملبدة للأزمة !!

لا أعرف أي وزير خارجية أميركي قال ” إذا كنت لاتعرف ما تريد فإن كل الطرق تودي إلى لاشيء”.. هذا هو حال طبقتنا السياسية الرثة التي، على ما يبدو، سيقتلعها الإعصار، إما كيف، فالجواب من عمق الإعصار القادم ودرجة قوته وحدوده الستراتيجية!

الولايات المتحدة الأميركية تحب في بعض الأحيان إخراج وإنتاج مسرحيات كوميدية رخيصة المحتوى والعرض، لكنها لاتحب أن ترى العرض حتى نهايته، فهي من كتب السيناريو ووضع النهايات ومن صلاحيتها تغيير النص أو إختصاره إذا أصبح ممللاً أكثر من اللازم، أو إن الممثلين والكومبارس معاً لم يعد لديهما ما يقدمونه لإضحاك الجمهور !

انتظروا الإعصار ..!

انتظروا العرض القادم .!

أقرأ أيضا