حلمنا في توحد أبناء العراق وسلامه أصبح كابوسا، قتلنا الحنين لماضينا وامجاده الذي لم يكاد يعرف معنى “العنصرية”، وحلمنا كثيرا باستعادة تلك الأمجاد حتى يعم السلام في بلدي العراق.. لكنها اصبحت أشبه بحلم ذلك الطائر الوردي الذي سيحلق في سماء العراق لكي يتغنا بصوته العذب “كلا لتميز ونعم للمحبة والسلام”.
في الحقيقة لايمكن ان يكون هناك تعايش وسلم مجتمعي حقيقي دون وجود دولة قوية، دولة تحترم الانسان وتصون كرامته وتحمي معتقده، دولة لا تتبنى معتقدا او دينا او طائفة، بل دولة الجميع وللجميع دون تميز، دولة تضع مصلحة شعبها فوق كل شيء ، من المؤسف ان أقول بأننا نفقتر لأمر مهم جدا الا وهو أحترام الرأي والرأي الأخر، حتى وان اختلفنا بالمبدأ والمضمون، لا داعي للتنازع ونبذ كل منا الأخر.. الحياة أسهل بكثير مما نتوقع، ولكي نعيش بسلام علينا ان نتقبل الأخر كما هو بغض النظر عن معتقده وتوجهاته، لنتعامل بالانسانية التي نص عليها دستور السماء “إما اخ لك في الدين او نظير لك في الخلق”، ولكي نطبق ذلك فعلا علينا ان نؤمن بقاعدة بسيطة “مثلي مثلك الأختلاف والتنوع أساس الحياة”.
نحن نمتلك من الحرية ما تكفينا لتحرر من التسلط وهمينة أحزاب الشيطان التي أصبحت تتسلق رقاب الفقراء، والحقيقة واضحة كوننا لم نولد لهذه الدينا مقيدين بأغلال بل أحرارا محترمين، لذلك علينا ان نبتدأ بأنفسنا اولا من خلال التجرد والتحرر من التبعية الحزبية التي أخذت تشكل داء حقيقي في مجتمعنا العراقي، وهذا من نشاهده بشكل يومي ع وسائل الاعلام والأتصال جميعها التي تبذخ بخطاباتهم البشعة،التي فككت أسس المجتمع وزرعت بذرة العداء والعنصرية في أبناء الوطن الواحد ” العراق “، وعلى هذا الأساس يجب علينا ان لا ننساق وراء تصرفات الغير بل يجب علينا ان نقف بكل ثقة أمام كل من يحاول ان يمس بوحدة العراق ويحاول ان يفكك هذا المجتمع العريق، حتى يمثل كل منا نفسه ويتعامل مع الأمور بما تتفق مع المنطق والعقل حتى وأن اختلفت مع الدين والعرف السائد،وهذا ما أشارا ايه عالم النفس الأجتماعي سيغموند فرويد بكتاب علم نفس الجماهير “بأي تجمع بشري ينسلخ ويتجرد الفرد من شخصيته بنسبة عالية وتكون تصرفاته وأرداته طوع تصرفات الأخر، يحتاج لقوانين وحدود تضبط تصرفاته حتى لا يكون سبب بأذية غيرة سواء معنويا او ماديا او حتى بأذيه نفسه بدون شعور، وهذا مؤشر واضح بأن المسألة غير متعلقة بالحرية ، بل في مدى فهمك للواقع وصنعك للمستقبل، اؤمن بنفسك وبقدراتك، ولنكن محاربين شرسين عن وطننا، ولنرسم اروع الصور للعالم أجمع بأن العراق كان وما يزال عراق الجميع عراق الأمان والمحبة والسلام .