تتأسس الأحزاب والحركات بناءً على فكرة، تتطور لتكون بعدها منهجاً منظماً، والفكرة هي مَن تؤثر في المجتمع، أما تأسيس الأحزاب بين ليلة وضحاها وتصديرها بالمال ودعمها بنفوذ السلطة بعيدا عن أساس التنوير المجتمعي وقريبا من المعارضة لأجل المعارضة فقط، فهذا ضحك على الذقون.
أي حزب في العراق يود خوض الانتخابات المبكرة في العراق، سيحتاج إلى قدرة مالية هائلة ليُنظم نفسه بفروع ومكاتب وجهد بشري للمتابعة والترويج، كي يكون قادرا على مواجهة أحزاب السلطة المتخمة بالمال والعمق التنظيمي والقوة، وهذه المواجهة لن تكون على صفحات الـ”سوشيال ميديا”، أو عبر تصدير الأحلام للناس لأنهم شبعوا منها.
السؤال هو: كيف ستقنع الأحزابُ الجديدة الجمهور اذا ظهرت بشكل مفاجئ بعد أشهر، وهي تمتلك تنظيما عاليا يدل على الثراء والبذخ وقوة التنظيم؟ وهل يحق لنا أن نقول من أين لكم هذا؟ أم أن وطنيتكم تختلف عن وطنية الاخرين؟ وكيف ستنقعون الناس بأنكم تختلفون عمن يتهمهم المواطن بالفساد؟.
وعليه يجب أن لا يُخدع الناخب باختيار طامح شعاره (الغاية تبررُ الوسيلة)، لأن سلاح مواجهته لا يختلف عن سلاح الاخرين وهو الدعم المالي المجهول والذي يُبرَرُ دائما بأنه تبرعات أو تجار أصدقاء فتلك هي الخديعة، فاحذروهم واحذروا تزويقهم لأنهم جزء من الفشل.
وأقول: انتخبوا الأفراد على أساس معرفتكم بنزاهتهم وسلوكهم القويم حتى لو كانوا منتمين لحزب قديم أو جديد ولا تنظروا لعناوينهم أو مظلاتهم، فالشريف يبقى شريفا، وكلما زاد عددهم ليمثلوكم فلن تستطيع القوى الحاكمة تغيير قناعاتهم أو تغيير سلوكهم وهؤلاء سيشكلون ذلك المستقبل بعد سنوات.