اقتنعنا مرغمين أن يتحول مثل السيد سليم الجبوري من حزب إسلامي الى رجل يترأس قائمة مدنية وقلنا “فيها الخير”، فالتحول نحو الأحسن ظاهرة جيدة رغم انتهازيتها الفاقعة!!
واقتنعنا أن يتحالف الحزب الشيوعي مع التيار الصدري الديني، ووجدنا لها مبررات المشتركات الشعبية رغن بؤس التبريرات وليس بؤس الفلسفة كما عند كارل ماركس!! فالحزب الشيوعي عملها من البعث، وبين الايديولوجية الاسلامية والقومية مشتركات لاحصر لها!! ورحنا نقتنع بالعجائب، لآن نيتنا الحسنة لانريدها أن تقودنا الى الجحيم وإنما الى الفردوس المفقود!
وواصلنا قناعاتنا بأن السيد العبادي رجل الدولة المدني لكنه، يالحسرتنا ولوعتنا، لا يحب الغناء ولا يستمع اليه رغم إن الرجل في أكثر من مناسبة قال انه ينوي بناء دولة مدنية، ولاندري إن كانت دولته المدنية قائمة على كره الفن والثقافة ، فمن لا يستمع الى الغناء يعني انه لا يستمع ولا يتوافق مع الثقافة والفن بتجلياتها كالرقص والغناء والموسيقى والباليه والمسرح!
فأي مدني هذا؟!
لكننا من المستحيل أن نقتنع بمرشح للبرلمان في كتلة تدعي انها مع بناء دولة مدنية ويعلن صراحة في صفحته الشخصية ” أن الاحتفال بعيد الحب تقليد أوربي وإن من يحتفل بها فهو كافر ضال”!! أصدقاؤه على الصفحة باركو توجهه وساندوه وأثنوا عليه ، وقبلوا جبهته وأفكاره، ولم يكن باقيا إلا أن يجعلوه ولياً للإسلاميين!! ومع ذلك فهو مرشح ساخن لكتلتة أو حزب من أفكاره بناء الدولة المدنية!
هذه ليست فوضى كما يدعي البعض ، وإنما جزء من الخديعة ، لشعب ، ينام ويصحو على خديعة السياسة والسياسيين ، وإلا ما الذي أبقاه صاحبنا للدواعش؟ وكيف تقبل كتلة تقول بالدولة المدنية أن يكون مرشحها داعشياً بإمتياز..!!
اعترف بأني أعرفه ولم يتقاطع معي يوماً بطروحاتي عن الدولة المدنية ، بل هو من مؤيدي أفكاري حول مستقبل العراق المدني ، لكنه ‘إنحرف وللإنحراف مبررات وأسباباً! ويا له من انحراف؟!
تحولات الرأي ممكنة، وهي مقبولة، وإن اختلفت مع التحولات نفسها، لكن التحول الأشد إيلاماً أن يكون باتجاه الفكر الأشد تطرفاً والأشد عدوانية تجاه الآخرين وأفكارهم وتبنياتهم الحياتية!!
وأسأل منهم وبهم وعليهم.. كيف يكون الحب والاحتفاء به كفراً وتكفيراً!! كيف يكون هذا مع بناء دولة المواطنة والمدنية؟ وكيف يكون هذا مع الترشيح لكتلة تتبنى مفهوم الدولة المدنية؟ أسئلة تحتاج الى؟ اجابة ليس من المتحولين وإنما من القوى التي تتبانهم التي عليها أن تجيب على أسئلة نوعية من طراز: هل تتوافق متبنيات الدولة المدنية مع تكفير الاحتفال بعيد الحب؟