صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

في انسحاب الخنجر

هل شكّل انسحاب الأمين العام لحزب المشروع العربي في العراق الشيخ خميس الخنجر من الانتخابات خسارة  للسنّة أو على الأقل تقليل حظوظ كتلهم وأحزابهم وتحديدا تحالف القرار العراقي من الحصول على مقاعد أكثر عدداً؟

أم أنه أفقدهم قائداً ميدانياً كانت حتى وقت نزوله في قائمة تحالف القرار، رقما سياسياً خارج العملية السياسية ولكن من داخلها؟!

بعض التحليلات ذهبت الى جواب نعم لكلا السؤالين، فيما الرجل بظهوره الإعلامي النادر، أعطى درساً حتى لقائمته من أن العمل السياسي الاحترافي لا يمكن ان يكون محصورا في مقاعد برلمانية أو مناصب حكومية.. وإن مساحة العمل السياسي في مشهد سياسي كالمشهد العراقي، بإمكان السياسي من طراز إمكانيات الخنجر، مالاً وعلاقات وكاريزما، إن يكون اكثر فاعلية فيها، على المستوى الحزبي وحتى في صناعة القرار السياسي في البلاد، وللرجل صولة وتجربة في هذا المجال فقد صنع بيديه القائمة العراقية في انتخابات 2010 وحصدت 91 مقعداً متفوقة على ائتلاف دولة القانون التي كان بيدها صولجان السلطة ، ولم يكن بامكانه أن يصنع ما صنعه مع العراقية لوكان داخل العملية السياسية مقيداً بتحالفاتها وصفقاتها ومعاييرها الضيقة المساحة!

شخصياً أرى هذا الانسحاب درسا للمرشحين، بما في ذلك الأقوياء منهم، الذين يتهافتون على أصوات الناخبين بأساليب رخيصة، بل إنها تحط من كرامة المواطن العراقي، الأساليب التي وصلت في أبشع صورها انتهاكا لكرامة العراقي بتوزيع وجبة أكل رخيصة مقابل الصوت الانتخابي إمعاناً في إهانته وتدنياً مريعا في السلوك الاخلاقي الإنتخابي.

ما أقدم عليه الخنجر، بغض النظر عن المسببات، خروج غير مألوف عن سيكولوجية السياسي العراقي المتهافت على المناصب والكراسي، وكنّا شهوداً على السلوك الانتخابي للمرشحين والكتل في انتخابات 2014 التي استخدمت فيها الكتل السياسية كل الخدع التي كانت تهدف للحصول على فتات مناصب وبقايا كراسي، والأكثر إثارة إن الرجل رفض العديد من المناصب المهمة التي قدمت اليه على طبق من ذهب لاسكات صوته وجعله جزءاً مكملاً لديكور الطبقة السياسية الفاشلة في البلاد.

سواء كان الخنجر أو غيره، الذي لم يفعلها، فاننا بحاجة الى سياسيين لاتهمهم المناصب والإمتيازات بقدر ماتهمهم خدمة المواطنين والعمل على تخفيف آلامهم وحل مشكلات البلد البنيوية.

اختلفنا أو اتفقنا مع الخنجر في السلوك السياسي والاهداف والمبادئ، فإننا قولاً للحقيقة، نكرر، نحتاج الى أناس تسعى اليهم المناصب لا يسعون اليها، فهل ستفرز لنا انتخابات 2018 مثل هذا الطراز من القادة!

أقرأ أيضا