يبدو ان الفرح الذي تأمله العراقيون، من اجل إقامة بطول كأس الخليج 25 في البصرة، لم يكتمل، ومنغصات هذا الامر، قد جاءت من الاعلام، الذي لا يريد الخير للعراق، ومن العراقيين أنفسهم.
فعلى الرغم من غياب الإحصاءات عن اعداد ضحايا “الرمي العشوائي”، في العراق، الا ان العراقيين يتحدثون عنه، ويتحدثون عن مساوئ الفعل، في ظل تجريم قانوني، وتحريم شرعي، الا ان بعضهم يمارسه في كل حين.
صافرة الحكم التي تعلن تسجيل الهدف، لترتفع معها صرخات المدرجات، وتدخل الفرح، لمن لم يحالفهم الحظ بالحضور، اهازيج ودموع واغانٍ وطنية، تنشد بحب هذه الوطن الجريح؛ الامر لا يستمر طويلاً، فصافرة القتل التي يطلقها بعض مما لا يليق بهم الفوز، يشبهون الإرهاب في تصرفاتهم، بل هم أقسى من ذلك، لا يدركون متى وأين سوف تسبى تلك العوائل التي تتضرر من فعلهم “الإرهابي”، انهم “مصاصو دماء” الفرح.
أفراحنا التي تمتزج دائما بالدم، واطفالنا ونساؤنا وكبارنا الذين فارقوا الحياة، او اصابهم “العوق”، نتيجة “الاستهتار” والمبالغة في التعبير عن الفرح، انهم لا يدركون حقاً، كيف يكون الوجع، وجع ان تبقى “مقعداً”، طوال عمرك لا لذنب اقترفته، سوى أنك عراقي، ولدت في هذا البلد، الناس لا يستطيعون فيه التعبير عن افراحهم.
هتفت المرجعيات، ورجال الدين، القانون الذي أوصل الحكم للسجن 3 سنوات، المؤثرون، ومنشورات “التواصل الاجتماعي”، لم تفلح ربما، مع من يجد ان أفضل وسيلة ليعبر عن فرحه، هو ان يفجع بيتاً، او يترك طفلا بلا اب او ام، ان يجعل الناس يتمنون “خسارة” لمباراة، خير من خسارة روح انسان.
يتحدث صديقي الذي اتصل بي في احدى برامجي المباشرة، ان احدى العتبات الدينية تستقبل يومياً، حالات دوّن سبب وفاتها “رمي عشوائي”، القاتل فيها مجهول، ينام ويسهر، ويتغنى بأنه استطاع ان يمسك سلاحه بيد واحدة، وقد أفرغ “شاجور”، استقرت احدى “رصاصاته” مع صافرة الحكم في رأس أحدهم، وارتفع معها صوت ذلك الطبيب الذي أعلن “وفاة” او “شلل” أحد ما.
الامر لا يتعلق بما يقوله رجال الدين، او المثقفون، انه لا يتحمل ان ننتظر نصاً دينياً يجرم الامر، القضية تتطلب احساساً بالوجع الذي يمكن تتركه، وانت تقتل منهم شخصاً عزيزاً، او تجعل أحدهم لا يستطيع ان يمارس الحياة، فرحاً منك بصافرة الحكم.
Ok.saif2013@yahoo.com