بلهجتها العامية ولفظها الذي يدلل على مسقط رأسها الجنوبي قالتها إحدى عاملات النظافة التي تعمل لحساب إحدى مراكز الدعم النسوي التابع لوزارة الشباب والرياضة في النجف.
لا يتطلب منك الأمر اكثر من نصف ساعة بالتقدير الكبير حتى تعرف ان كلامها حقيقة قاطعة وانه لا مدير على هذا المكان المتسخ والمحمل بالاتربة المتراكمة على مدار أشهر لأن الكل مدير من هو المتفرغ لذلك؟ وعاملة النظافة لا تجد متسعا من الوقت لتنظف المكان المليء بالقدور والاواني والأدوات التي لا تستخدم لأنها تدير.
لا عجب اذا رأيت ان عاملة النظافة تجلس على كرسي المديرة والتي بدورها تستأذنها لكي تجلس ع مقعدها في الإدارة التي لا تحمل اي معنى او لون او طعم يشعرك بوجود أدارة فهي غرفة لاستقبال الضيوف العالي المستوى والمستفيدين ومكان لعمل اللجان الدورية وتناول الاكل معا فيه.
لا تتعجب أيضا اذا شممت رائحة قلي سمك البني والرز المعمر داخل المركز فهذا امر طبيعي ووارد جدا فهو مركز للنساء فقط عزيزي وهذا عمل النساء الحقيقي.
ارجوك لاتجعل سمعك مرهف في تلك الأماكن لان الضوضاء بسبب صراخ العاملة على توجيه الأمور كما يجب جدا طبيعي فهي تقوم بعملها العادي وتسير العمل اليومي. تجد هنا الكل يملي على المديرة طريقتها في العمل وهي تبدو امامهن مترددة وطالبة للعون ولكن حازمة في التقاط الصور لكل نشاط او فعاليه مهما صغر حجمها أوكانت تافهة لا تذكر من أجل أن توثق عملها الذي لا يتجاوز تعليم الخياطة وكأنها اول و آخر المهن التي يجب أن تجيدها النساء ومكان خاص بالرياضة خاص بعدد بسيط جدا من النسوة والقليل هنا وهناك من الورش بين أشهر السنة المختلفة واذا كانت تلك الورش محملة بالموارد المالية المخصصة للنقل بالأساس فيسجل فيها قريبات الموظفات اولا ثم الناس فكما تعلم الأقربون أولى بالمعروف.
هنا لا يوجد مايسمى بالمتابعة من خلال الزيارات المفاجئة او إرسال مختصين لحضور الورش التي تقام او من يقلب السجلات الا اللهم المتابعة النصف سنوية الجوفاء الخالية من الفائدة التي تتابع أرقام تتراقص على الورق.
إن ما تقيمه وزارة الشباب والرياضة او وزارة الشؤون الاجتماعية من مراكز او فعاليات او نشاطات فهو حسب اعتقادهم تنفيذ لمواد الدستور الخاصة بتنمية المرأة وتطويرها ومساواتها مع نظيرها الرجل وكل هذا هو جزء من ضرورة واجبات الدولة الحديثة وفكرة نسوية الدولة وهذا اعتقاد فقط.
ان مايحدث بهذا الشكل المعوج وتلك الصورة المهشمة لصورة العمل النسوي تحاول إيصال رسالة مفادها هن بحق لا يجدن سوى الأعمال المنزلية والدليل عندما اعطين الفرصة للعمل انظروا كيف عملن؟ بالمقابل هناك سؤال وهو: ما معيار تعيين تلك الموظفات الأربعينيات من قبل وزارة الشباب؟ وماهي مؤهلاتهن كعاملات في المجال النسوي؟
نملك الكثير الكثير من النسويات القادرات على إدارة دفة العمل بشكل ملفت وخلاق ومبدع وعلمي وبهن فقط تتحقق تنمية وتطوير المرأة بشكل حقيقي وليس سطحي من أجل تحقيق نشاط او فعالية ضمن الخطة.