الحكومة ومجلس النواب، انتهوا من حل كل مشكلات هذا الشعب المنكوب بهم، ولم يعد أمامهم غير رفع مستويات التعاطف “الوطني” مع شريحة المقيمين في البلاد أو الذي سيقيمون على بركة الله ورعاية مشروع قانون التجنيس سيئ الصيت والسمعة والأهداف والدلالات.. البلاد في جنّة وعلى هذه الجنّة أن تتسع للجميع، بإستثناء سبعة ملايين عراقي يبحثون عن جنسيات مختلفة للخلاص من جنّة الرعب في العراق.
أنا مع الاعتراضات التي تقول، إن فترة السنة طويلة زمنياً، ولكي يكون القانون منصفاً وعادلاً ومتطابقاً مع لوائح حقوق الإنسان المحلية والإقليمية والدولية ،ينبغي منح الجنسية العراقية في اللحظات الأولى التي يضع فيها القادم الجديد – القديم، قدمه على تربة هذي البلاد.
علينا أن نعلّم العالم أجمع، إن لافرق بين عراقي وأجنبي، شرط أن يكون هذا الأجنبي حباب وخوش ولد وإبن حمولة ولم تتلطخ يديه بدماء العراقيين ولم يساهم في تراجيديا الفساد في البلاد، وأن يساهم بفعالية في تغيير العراق القديم والإنطلاق بعراق جديد لايعرف للهوية الوطنية لون أو طعم أو رائحة، ألم نتعلم ذلك في مدارسنا.
نعم.. نحن في قمة سعادة العولمة حين يختفي الخاص لصالح العام، ولا تلتفتوا الى المندسين الذين يقولون عن مشروع القانون إنه “انتكاسة كبيرة” أو “احتقار للمواطنة العراقية ومفهومها”، أو من يرّوجون، بسبب أجنداتهم الخارجية من أن هذا النوع من التجنيس سـ”يضرب الإستقرار المجتمعي في القلب”، هؤلاء حقيقة لا يفهمون ولا يعرفون معنى الوطنيّة الحقّة، وأجندتهم تدور في فلك منع العراق من أن يكون بلداً عالمياً عابراً للقارات، عكس الصواريخ العابرة التي لاتنتج غير الموت الأسود.
لاتستمعوا إلى حسن العلوي وهو يهذي منتقداً القانون حين يقول إن “كل من أعد وساند ووافق على قانون الجنسية العراقية ليس عراقياً وهو عميل وسافل ومرتشي، و قد وافق على منح الجنسية للأجانب”.. ولا ترتجف لكم شعرة من شواربكم أو من أي مكان من أجسادكم الطاهرة، وانتم تقرأون تغريدات “بعض” النواب و “بعض” السياسيين وهو يعارضون القانون في تغريدات رائعة هزّت الشارع العراقي المصدوم بالكارثة التي ستنزلونها على رأسه!
نعم إن نضال وكفاح التغريدات منّة من منن تكنولوجيا الإتصالات الراقية، لكنها لاتخيفكم، فانتم ماضون في مشروعكم الوطني الجليل بتعويم البلاد والعباد كما في بورصة العملات.. أما من يقول ان مشروعكم سيؤدي الى إحتمال تغيير ديموغرافي، فما أجهلهم وما أخس ” وطنيتهم ” لأنهم من ضلالهم وجهلهم لايعرفون إن العراق لم يعد بحاجة لتغيير ديموغرافي، بعد أن إرتفع مستوى الوعي بالهوية العراقية الجديدة التي البستموها ثوبا ولا أحلى ولا أجمل ولا أثمن!
سيروا وعين الله ترعاكم، ولاتلتفتوا، وأنتم رعاة البناء والإعمار والتقدم والتحضر، إلى أدعية تقول، لعن الله مقترح المشروع ومرّوجه وقارئه في البرلمان ودافع أثمان تنصيبه في المناصب العليا ومن سيصوّت عليه. الى يوم مابعد الدين.