صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

كورونا ووصمة العار

تعالت أصوات النساء وهن يستقبلن جارتهن وقريبتهن التي خرجت بتحليل سالب من أحد مستشفيات البصرة. ودبكت النساء “انجب يا الشامت مابينا كرونا) دلالة على خلو المرأة من الوباء.

في طرف اخر من جنوب العراق استقبلت إحدى نساء ميسان زوجها الخارج من المستشفى بعد العلاج من فيروس كورونا بنحر ذبيحة وتوزيع الحلوى والتلويح بعباءتها مع عبارات الهوسة العراقية (ترى السيد سبع ما خاف من الكرونا)، (و أتشكر منك يادكتور أتشكر منك يادكتور).

وتلك الفتاة التي طلقها زوجها بعد خروجها معافاة من الوباء، الأدهى في الأمر هو رفض بعض العوائل تسليم النساء للحجر الصحي وعدم التعاون مع الاجراءات الطبية.

على المدى البعيد لاحقت الوصمة الاجتماعية العديد من المرضى ومنهم المرضى النفسيون ومرضى الصرع والتحق بهم بعد ذلك حاملو الأمراض المنقولة جنسيا على الرغم من أن العالم انتشرت فيه العديد من الاوبئة التي فتكت بالبشر على غرار فيروس كورونا.

لكن ما حصل مع هذا الفايروس لم يحصل من قبل، فقد جعل الوصمة الاجتماعية الطابع المميز للمرض مما ساهم في انتشار الخوف والهلع بين المواطنين زاد في ذالك طريقة اصطحاب المرضى مع مفارز الشرطة

عند وصم مجموعة معينة، قد يشعر أفرادها بالعزلة أو بأن المجتمع قد نبذهم. وقد يشعر أفراد المجموعة بالاكتئاب والأذى النفسي والغضب عندما يتجنبهم الأصدقاء وغيرهم من أفراد مجتمعهم خوفًا من الإصابة.

أظهرت الأبحاث المتعلقة بالأوبئة السابقة أن ظاهرة الوصم الاجتماعي تُقوّضُ جهود اختبار المرض وعلاجه. فقد يدفع الخوف من النبذ الاجتماعي بعض الأشخاص إلى تجنب الخضوع للفحوصات أو طلب الرعاية الطبية، مما يزيد من خطر إصابتهم وإصابة غيرهم بالعدوى.

ما يمكن ملاحظته في العراق أن الوصم اقتصر على المريض ولم يسجل العراق حالة وصم على الكوادر الصحية والطبية والامنية والاغاثية، بل على العكس ساندهم المجتمع وقدم لهم عبارات الشكر والامتنان والعرفان.

إن ما يمكنك فعله للحد من الوصم الاجتماعي هو رفع الوعي المجتمعي فهو أحد طرق مكافحة هذه الظاهرة، إذ أنه يساعد على تبديد الصور النمطية المسيئة، والاطلاع على الحقائق بخصوص كوفيد 19 من مصادر موثوقة، مثل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC)، ومنظمة الصحة العالمية (WHO). ومشاركتها مع العائلة والاصدقاء، فضلا عن التصدي للشائعات ومحاربتها، وتصحيح المفاهيم الخاطئة إذا سمعت أو قرأت عبارات غير دقيقة عن فايروس كورونا وعن أشخاص أو فئات اجتماعية معينة، وأخيرا مَد جسور التواصل مع الفئات المستهدَفة بالوَصم. وتقديم الدعم لهم ومعرفة احتياجاتهم.

ما الذي يحدث للفئات التي تتعرض للوصم الاجتماعي؟

قد يتعرضون للاستبعاد أو النبذ في المواقف الاجتماعية، وقد يُحْرَمون من فرص العمل والتعليم، أو من الحصول على سكن ورعاية صحية كافيين، وقد يوجه إليهم البعض إساءات لفظية وعاطفية وجسدية، وربما يدفعهم التفكير الى الانتحار خاصة إذا وصل الى مسامعهم معاودة المرض للمتعافين منه، وقد يتركون أماكن  سكناهم وقد يهاجرون، لذلك تعتبر نتيجة التحليل السالب تلك الورقة البيضاء الصغيرة بمثابة دليل على عفة المريض من فايروس كورنا كعفة العروس ليلة زفافها.

أقرأ أيضا