كيف يقتل المذيعون المصابين بكورونا؟

يستعد الاف من المذيعين حول العالم يوميا للظهور بكامل اناقتهم لحديثهم الى الناس بالإذاعة والتلفزيون من خلال مختلف اشكال البرامج والنشرات والتغطيات, فتراهم يجتهدون لمعرفة آخر الأخبار وتطورات الحدث خصوصا مع الازمة الاخيرة التي ضربت العالم اجمع فيروس كورونا .

وفي إحدى برامجي الاذاعية كنت اتحدث الى الناس بشكل عفوي بعدما سمعت كثيرا من المذيعين في الاذاعة والتلفزيون يتحدثون بالأرقام مرة، ونقلا عن الاطباء مرة اخرى بأن فيروس كورونا أكثر فتكاً بالكبار من الشباب, تحدثت بهذه المعلومة ضمن فقرة التوعية بهذا الفيروس وكنت احاول ان ابعث الايجابية في نفوس الناس.

من محاسن الصدف انني كنت اتابع موقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك” لأجد احدى الرسوم الكاريكاتورية تتحدث عن الالم الكبير الذي يسببه حديث المذيعين حول موت كبار السن بفيروس كورونا اكثر من الشباب , تذكرت حديثي عبر المذياع وتخيلت حجم الوجع الذي اودعته في قلوب من كان يستمع الي من كبار السن.. افكر بالاعتذار مرة او البحث عن الحقائق مرة اخرى .

اخذني التفكير الى البحث عن الامر فوجدت ان مهندس معماري متقاعد من ووهان اصيب بفيروس كورونا المستجد بعد أن بلغ من العمر 101 عام مباشرة، وخرج المهندس المعماري “المئوي”، الذي تم التعريف به باسم “داي”، من مستشفى ووهان الثالث بعد أن تلقى العلاج لمدة أسبوع، وكان يبدو نشيطا للغاية عندما غادر المستشفى بحسب الطبيبة لي لاي التي كانت تشرف على حالته

 

ومن  حالات الشفاء لكبار السن، نجد جدة صينية من مدينة ووهان، مركز تفشي الوباء، تعافت من فيروس كورونا المستجد بعد علاج استمر 6 أيام فقط، وخرجت المريضة تشانج قوانج فن، البالغة من العمر 103أعوام، من المستشفى، وفقا لما ذكرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.في الجانب الاخر من الامر فأن الشابة ( جولي 16 عام ) الفرنسية  قد توفت لتعتبر اصغر ضحية لفيروس كورونا حول العالم .

ان تداول الكلام واشاعة الكثير من التفاصيل بين ابناء المجتمع حتما سوف يكون قاتلا ذات يوم فالكلمة قد تقتل اكثر من الفيروس وخصوصا اذا ما عرفنا بأن الجدار المناعي لجسم الانسان ربما يصبح اكثر رخاوة اذا ما تعرض للخوف, حيث نجد ان التخويف الكثير لكبار السن كان حاضر وبقوة هذه المرة لنعلن انفسنا في يوم قيامة مصغر وفررنا في هذه اللحظات من الخوف لنلقيه في احضان كبار السن الذين يلتمسون منا كلاما طيبا لزيادة مناعتهم .

نجد ان علماء النفس يصرحون بهذا الامر ليخبرون بطريقة واخرى ان الكلام الجارح سمي جارحا لما يخلفه من جروح في الدماغ لتميت عدة خلايا او توقف بعض منها عن العمل , ولكم ان تتخيلوا كمية الطاقة السلبية والتخويف الذي تعرض له كبار السن بسبب ازمة كورونا .

اختم كلامي برسالة لنفسي وزملاء المهنة واستذكر حديث الرسول ليكون دستور لما نقوله لكبار السن خصوصا حيث يقول صلى الله عليه واله وسلم (قل خيراً او اصمت)، فالازمة لا تحتمل مزيد من التخويف والترهيب لهذه الفئة والا نفعل ما فعلت اسبانيا في هذه الايام وفق بعض التقارير المسربة بأنها قد تركت كبار السن يصارعون لوحدهم المرض دون اي عناية ورعاية صحية، فمدينة النجف العراقية شاهدة على تعافي مواطن عراقي يبلغ من العمر 65 عاما اصيب بفيروس كورونا مؤخرا وتلقى العلاج الطبي لتعلن مستشفى الحكيم مؤخرا عن شفاءه التام.

Ok.saif2013@yahoo.com

أقرأ أيضا