صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

لا أحد يثق بأحد!

مفارقات المشهد الإنتخابي في البلاد، إن الثقة مفقودة بين الجميع.. المواطن لايثق بالسياسي وكتلته.. نفض يديه من النوّاب القدامى ولايعرف عن الجدد شيئاً.. ولا يثق بمفوضية الانتخابات التي تلاعبت بأحواله تيمناً بالاغنية البغدادية الجميلة “تجونه لو نجيكم”.

الكتل السياسية مختلفة المكونات تتبادل عدم الثقة فيما بينها علناً..! الكتل السياسية من المكون الواحد والأحزاب لايثقون ببعضهم وعلناً أيضاً..

دول الجوار العربية والاقليمية لاتثق لابالأحزاب ولا بالكتل السياسية حتى تلك القريبة منها.. والممولة أيضاً.. وعلناً أيضاً! المجتمع الدولي لا يثق بكل هؤلاء ومتخوف من نتائج الإنتخابات التي ربما، بل الأكيد، ستتلاعب بها الأصابع الشبحية، لذلك يتحركون في كل الاتجاهات ويرسلون الرسائل المشفّرة الى الجميع!

كل هؤلاء لايثقون بمفوضية الانتخابات ويكيلون لها الإتهامات بالإنحيازات الجديدة والولاءات القديمة..! والأكثر طرافة أن كل هؤلاء أيضا لا يثقون بجهاز البايومتري المسكين الذي لا يستطيع أن يدافع عن نفسه لاعلناً ولا سراً..

والجهاز نفسه متخوف من كل هؤلاء ويخشى من مؤامرة لإسقاط مهنيته ومصداقيته وهيبته في عالم التكنولوجيا الحديثة!

الذين يوزعون الاعطيات السخيفة للناخبين غير واثقين من هذا الناخب “اللعوب” الذي يأخذ باليمين ويضع، ربما، بطاقته على اليسار ..!

المرشحون الذين يتجولون في مضايف الشيوخ، هم أيضاً، لايثقون بشيوخ العشائر، لانهم يجتمعون باليوم الواحد مع أكثر من مرشح، وبعضهم يأخذ من مال الله، ومن أكثر من مرشح ..!

الإعلام هو الآخر لايثق بكل هؤلاء ويشن حملات “مزعجة” متهماً الجميع “شلع قلع” بالترتيب للخداع القادم والممكن في صناديق الإقتراع ..!

وللنازحين قصة من قصص عدم الثقة بكل هؤلاء مجتمعين وفرادى، خصوصاً بعد أن بدت تطل عليه الوجوه الباشة والواعدة بربطات العنق الحريرية والمنتقاة بعناية من مولات بيروت وعمان ودبي واسطنبول ..!

والكوميديا السوداء الكبيرة في هذا التهريج السياسي، إن أحداً لايستطيع أن يضع بصمة للثقة بينه وبين أقرب مقربيه! وبين اليدوي والبايومتري والإشراف الدولي والقمر الإصطناعي الجديد علينا ستتحدد ملامح المرحلة السياسية القادمة في البلاد.

ولكن أية ملامح؟ لا أحد يستطيع أن يجيب على هذا السؤال بما في ذلك العرافون، والسبب ببساطة، لأن أحداً لا يعرف “ملامح تلك الملامح”.

أقرأ أيضا