صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

لسنا بحاجة الى دموع

ساقف احتراما وتقديرا لكل فنان يزور منطقة الموصل القديمة (المنكوبة) اذا لم يكتف بان يظهر لنا حزنه الشديد ونحيبه على اطلالها .لان الدموع لن تبني بيتا ولاتعيد الموتى الى الحياة.

واذا كان صادقا فعلا في مشاعره يتوجب عليه ان يتخذ موقفا عمليا لاعادة الحياة اليها، وذلك بالعمل الجاد على طرق ابواب الدول والمنظمات واللقاء بزعمائها وباصحاب رؤوس الاموال والشركات من اجل حثهم على المساهمة في تمويل مشاريع بنائها ودعم سكانها، فالناس التي نكبت باعزائها وممتلكاتها لم تعد تثق بوعود الساسة العراقيين،وادركت ان من يمارس التدمير الممنهج لايمكن ان يبني بيتا لمحتاج ويمسح دمعة مبتلى .

وعليه نرفض ان يتحول اهلنا المنكوبين الى مجرد شخوص خيالية في فلم ميلودرامي يكتفي المتفرجون بان يذرفوا الدموع على ماساتهم، وما ان ينتهي الفلم ويغادروا صالة العرض حتى يقذفوا بتلك المشاعر في سلة المهملات مع مناديل الكلينكس .

اهلنا بشر كرام، من لحم ودم ومشاعر، وهم اشرف من ان يتحولوا الى سيرك لحيوانات اليفة منقرضة يستمتع العالم بالتفرج عليها في اوقات الفراغ، وهذا ما سعى ويسعى اليه المسؤولون الحكوميون بان يتحول اهلنا الى سلعة رخيصة في سوق المتعة العابرة .

بامكان الفنانين والرياضيين العراقيين وكل الشخصيات الشهيرة وفي مقدمتهم الموصليين ان يقدموا الكثير من سبل الدعم والمساندة ،وهم وحدهم من يستطيع ان يبعث الامل في نفوس مات الامل في داخلها.

هناك الكثير من الاعمال التي يستطيع الفنانون والرياضيون ان يوحدوا جهودهم فيها ويمكن من خلالها ان تجعل الضمير الانساني في بقية دول العالم ان يتحرك ليمد يد العون لمن هم بامس الحاجة اليها .

انا لست بمعرض التشكيك بالنوايا ولكن حجم الماساة اكبر من ان نستعرض صدمتنا امام عدسات الكامرة مما نراه امام اعيننا من خراب ونحن ندور في الازقة التي مزقت الحرب بيوتها ومعالمها وحولتها الى اشلاء ، المحنة اكبر من ان نتلقى كلمات الاعجاب من الاخرين تقديرا وتثمينا لمشاعرنا الرقيقة .

فهل سنجد تجمعا او تجمعات لشخصيات شهيرة عراقية وهي تقيم فعاليات ومبادرات خارج العراق تكشف للعالم حجم الكارثة وضرورة ان تتكاثف جهود فاعلي الخير لاعادة الحياةالى بقعة كانت تنبض بالحياة ؟

والكرة اولا في ملعب الشخصيات الموصلية التي تتوزع في الكثير من بلدان العالم وتحتل مراكز مهمة ،فنية ورياضية واعلامية ، ومن لاينفع اهله لانفع منه .

أقرأ أيضا