صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

لسنا بحاجة للماء

بين فترة وأخرى نخضع لتهديد المياه، فبعد حالة إنذار عشناها مع سد الموصل الذي كان يهددنا بانهياره ليقضي على حياتنا، حتى انهارت داعش وانهارت ميزانية البلد بين الفساد الإداري والانفاق على الحرب، ثم تم تحرير الموصل وبقي سد الموصل (حفظه الله ورعاه)، مهيبا لا أحد يذكره ولا يداس له على طرف لا سيما انه كف عن تهديدنا من تلقاء نفسه، وربما بدوافع سياسية أهمها تقديره لأزمة البلد أيام الاختلاف مع الاكراد على كركوك وغيرها، فشاء أن يسكت جزاه الله خير الجزاء!!.

والان، عادت حرب المياه إلى الواجهة، والكل يهتف من باب الحرص، لكن لم نر اي سياسي أو مواطن عادي يخرج للناس ويسألهم عن فائدة الماء في العراق!! فمياه الشرب مستوردة على الرغم من وجود مديرية كاملة في أمانة بغداد اسمها مديرية اسالة الماء، أما مياه الري فدعونا نتحدث بصراحة، لأن 90% من المحاصيل الزراعية نستوردها من الخارج، لأننا في أيام الحرب على داعش لم ننتبه للتغيير الذي اصاب حياة بعض الفلاحين، فالفلاح الذي يسكن الانبار وصلاح الدين والموصل، وضع على سيارته البيك آب قاذفة أو بي كي سي واخذها والتحق لداعش، اما فلاح الجنوب والفرات الأوسط فباع البيك آب وأمر ابناءه الثلاثة أو الأربعة بالتطوع إلى الشرطة الاتحادية أو الجيش ليتحول إلى رتبة (منتسب) ويقاتل ذلك الفلاح الذي صار داعشيا.

نحن بلد غني يبذر بابنائه بلا وجع قلب، فما حاجته للماء؟ وكيف ستقنع الداعشي بالعودة للزراعة بعد ان صار يقبض الأموال بطريقة أسهل ودون عناء أو تعب؟ ثم كيف ستقنع فلاح الجنوب الذي صار منتسبا وله الحق أن يجتاز كل نقاط التفتيش بهويته عبر الطريق العسكري.

لا اظننا بحاجة للماء الا من باب الخجل من تسميتنا بلاد الرافدين.. وهذه لها حل أيضا وهو: أننا ارض السواد.. والسواد مهيمن على كل مفاصل حياتنا . نحن من أمة بحرها ميت وخليجها عقبة ومضيقها مندب، فلا يمنها سعيد ولا بغدادها سلام، فعن أية شحة مياه تتحدثون وما نعانيه هو شحة كرامة!.

أقرأ أيضا