– الوطنية جسر ومدخل للبعد القومي
– العراق ركيزة العرب اذا وقف على رجليه وقف العرب، لذلك نحن نقاتل في العراق في الخطوط الامامية دفاعا عن الامة العربية فلايزايدن احد على العراقيين بعد أن تركوهم يواجهون مصيرهم لوحدهم
على مر التاريخ عندما يكون العراق سيدا قويا يكون حال الامة بخير، وعندما يكون ضعيفا كحاله اليوم، ينكشف الامن القومي العربي وتنطلق الأندفاعات الأقليمية باطماعها وشرورها صوب العمق العربي بلا رادع.
* لذلك عندما نعيد حساباتنا في هذا المفصل الخطير من تاريخ العراق ونعيد ترتيب اولويات المخاطر والتهديدات المحدقة بمصيرنا ووجودنا وندعو وننظر لان يكون البعد الوطني مدخلا وجسرا للبعد القومي، فإننا (لا ننزع جلدنا) كما يتهمنا بعض الاخوة القوميين، وبالتالي فإن الوطنيين العراقيين بالمحصلة النهائية وهم في طريقهم لاستعادة استقلال وقوة وهيبة العراق، إنما يقاتلون بالمحصلة النهائية في الخطوط الامامية لاستعادة بعض كرامة وقوة العرب التي أضاعوها بعد أن أضاعوا العراق وتركوه يواجه مصيره لوحده.
* يقع العراق حاليا في مركز سياسة المحاور وتزايد حدة الاستقطاب الاقليمي والدولي، وفي حالة انخراطه في خضم هذا الاستقطاب نتيجة غياب البوصلة والهوية فإنه بلاشك سيكون وقود وحطب للصراعات بالنيابة عن هذا الطرف او ذاك، وبالعكس بإمكانه من خلال الهوية الوطنية ووحدة الموقف الوطني ان يكون عامل توازن balancer إيجابي ويوظف هذه التناقضات لصالحه.
* ان التمسك بالهوية الوطنية العراقية في هذه اللحظة من تاريخ العراق وسط هذا المناخ الاقليمي المتوتر قد يشكل قارب نجاة لعبور جميع الاطراف العراقية الى شاطيء الامان وبما لايخل بعمق واستحقاقات كافة شرائح المجتمع وانتماءاتهم القومية والدينية .
لاشك إن هوية العراق في الدستور المفخخ الحالي النافذ هي هوية مشوهة تعتريها الكثير من الالغام لاسيما في المواد (٣ و٩) من الباب الاول التي تنظر الى العراقيين (كمكونات)، وتقوم على مبدا المحاصصة المقيتة التي لم يعد يختلف اثنين على إنه السبب الرئيسي وراء تدهور وانحدار الوضع في العراق وسيؤدي في حال استمرار العمل فيه الى مزيد من الدمار والتمزق والانحطاط.
إن مبدأ المحاصصة يعني النظر الى العراق كغنائم وليس وطن، وكذلك يجعل شرائح المجتمع العراقي وجها لوجه اضافة الى ان كل طرف سيستقوي على اخيه بهذه الدولة الخارجية او تلك ، واخيرا فان نظام المحاصصة سياتي بالشخص غير المناسب في الموقع غير المناسب.
* من الخطأ ان يتعكز أي طرف في العراق على دولة خارجية لان الاخيرة تبحث عن مصالحها اولا على حساب مصالح وثوابت العراقيين.
*بلغة المصلحة وكمحصلة ، فإن غياب الهوية الوطنية الجامعة ستؤدي الى تقسيم العراق ، وتقسيم العراق سيعرض كل جزء منه لكي يكون فريسة سهلة لاطماع ومصالح وتاثير دول الجوار القوية والمهيمنة والتي تتربص لبسط نفوذها وزيادة مجال تاثيرها الحيوي ولن يكون اي جزء او اقليم بمناى من هذا المصير بعيدا عن الشعارات والعواطف .
* إن قلق وتشوه الهوية العراقية سيقود الى قلق فلسفة الدولة برمتها ويؤدي الى مزيد من الارتباك والفوضى وعدم استقرار وتناسق الاداء الحكومي.
وكمقدمة لحل ازمة الهوية ، فأنه من الضروري:
أولا – تفعيل المشتركات وكل ما يقوي الهوية الوطنية ، وتعطيل وتعليق كل ما يثير الخلافات .
ثانيا – تغليب لغة المصلحة العليا على لغة المصالح والعقد التاريخية الثأرية الضيقة من خلال تنشيط المصالح الاقتصادية المشتركة بين اطراف العراق .
ثالثا – ضرورة النظر الى قومياتنا ومذاهبنا وقبائلنا من خلال خارطة العراق ، وعدم النظر الى العراق من خلال الثقوب الضيقة لهذه المذاهب والطوائف والقوميات
مدير مركز دجلة للتخطيط الاستراتيجي