صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

لماذا تخرق إسرائيل اتفاقها لوقف إطلاق النار مع لبنان؟

واجهت إسرائيل خلال فترة الصراع مع حزب الله ضغوطات واضحة بسبب حجم العمليات والصواريخ التي اصابت إسرائيل من جنوب لبنان، وبالرغم مما تعرض له الحزب من ضربات قاسية الا انه اثبت انه قادر على المطاولة والاستمرار وارغام الإسرائيليين (على الاقل) على قبول وقف إطلاق النار. 

لم تكن مقاومة الحزب لإسرائيل السبب الوحيد لايقاف إطلاق النار، بل وجود ضغوطات دولية من فرنسا والولايات المتحدة لانهاء الحرب في لبنان، فضلا عن جلسات مجلس الامن ومواقف المحكمة الجنائية الدولية، وتداعيات التصعيد عالميا، جميعها كانت اسبابا ضاغطة لايقاف الحرب. 

إذا، لماذا خرقت إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار بالرغم من حاجتها لذلك الاتفاق؟ 

يرتبط سبب خرق إسرائيل لوقف إطلاق النار بالصراعات المرتبطة بالبيت الابيض، إذ أطلق ترامب في وقت سابق خلال فترة سباقه الانتخابي وعودا تتعلق بانهاء الحرب في اوكرانيا ولبنان وغزة، وقد ساهمت مثل هذه الوعود بكسب اصوات العرب والمسلمين في الداخل الامريكي على الاقل فيما يتعلق بلبنان وغزة.

شرع الديمقراطيون بعد اعلان فوز ترامب لرعاية وقف إطلاق النار في جنوب لبنان، في محاولة لسحب البساط من مشروع ترامب (للسلام وانهاء الحروب) خلال المدة التي تسبق تولي ترامب للرئاسة، تقبل الإسرائيليون هذا الاتفاق للاسباب التي ذكرت سابقا، لكن الإسرائيليين وقعوا بين مطرقة الديمقراطي الامريكي (ادارة بايدن) وسندان الجمهوري الامريكي (ترامب)، لذلك عملت إسرائيل على مداعبة قطبي السياسة في امريكا من خلال التوقيع على اتفاقية وقف إطلاق النار في لبنان تحت اشراف بايدن، وارضائه، ثم العمل على خرق هذه الاتفاقية، واشعال الحرب من جديد، ثم توقيع اتفاقية جديدة، تمنح من خلالها نصرا جديدا للادارة الامريكية لكن  هذه المرة لادارة (ترامب) الجديدة. 

وهذا ما يفسر امتعاض مسؤولين امريكيين حاليين حول خرق إسرائيل لاتفاقية وقف إطلاق النار، وتوجيه تحذيرات امريكية مباشرة. 

تعمل إسرائيل من خلال هذه المناورات على: 

1. مهادنة ادارة بايدن من خلال قبول اتفاق وقف إطلاق النار في جنوب لبنان. 

2. ارضاء ادارة ترامب الجديدة في عودة اشعال النار في لبنان وخرق الاتفاق ثم رعاية وقف إطلاق نار جديد تشرف عليه ادارة ترامب القادمة. 

3. استهداف اكثر لوحدات حزب الله في جنوب لبنان والضاحية واستثمار اكثر للوقت لاضعاف الحزب خلال الفترة التي تسبق وقف إطلاق النار التام. 

التوقعات: 

ان تستمر الخروقات الإسرائيلية لاتفاقية وقف إطلاق النار في جنوب لبنان  وصولا الى انهيار الاتفاق، واستهداف مزيد من المواقع والبنى التحتية للحزب، مع تحاشي استهداف المدنيين اللبنانيين، ثم العودة مجددا للتوقيع على اتفاقية وقف إطلاق نار جديدة بعد 15 كانون الثاني 2025.

أقرأ أيضا