اندلعت في العراق تظاهرات بتاريخ 12-7-2018 واستمرت تقريبا بمستويات مختلفة وشعاراتها الاسياسية هي الخدمات وتحسين المستوى المعاشي وانهاء الفساد، وكثر الكلام عن الاختراق ومن يقف خلف التظاهرات, وهل هي حركة شعبية جماهيرية ام انها حركة خارجية مخطط لها؟ الى غير هذا من الكلام، ولكن يهمني الاشارة الي شي اخر وهو:
1- ان اغلب المتظاهرين وبنسبة 70% منهم هم اجيال من الشباب والذين لا تتجاوز مواليدهم العام (2000) وما بعدها أو ما قبلها بقليل، والذين لم يعاشروا صدام وحقبته بطبيعة الحال، ولم يتعرفوا على حزب البعث وقساوته والذين فتحوا أعينهم على إحباط كبير وعدم احتواء من الحكومات الحالية بعد 2003 ولم يسمعوا عبر الاعلام الا التقاذف والتشاتم بين الاحزاب والمسؤولين، فتشبعت ارواحهم وعقولهم بثقافة سقوط الجميع وعدم الانتماء الى هذا الواقع، ويتجه اغلبهم الى التمرد عليه.
2- هناك من قال – وسواء كان محقا ام متهما مصيبا او مبالغا – بان هذا الجيل هو من المندفعين من جهات مغرضة لكن يبقى السوال الذي يحيرني ان هذه الاطراف “المنحرفة”، وكما تزعمون التي اخترقت المنظومة الاجتماعية وتمكنت من توجيه الشباب ضد الاحزاب والمرجعية والعملية السياسية وغير ذلك اليس هذا ناتجا -ان صح مدعاكم- بسبب ترككم كحوزات ومؤسسات سياسية وحكومية لهذه الشريحة ليكونوا فريسة بيد الاخرين كيف تمكن رجالات “الانحراف” او “عفلق” او “السفارات”، كما تدعون ان يكسب هؤلاء لو كنتم تحتضنون ابناءكم وترعون مسيرتهم وحياتهم ودراستهم وتتفقدونهم بالدورات والرعاية والعناية والخدمات والتوعية الفكرية والعقائدية؟.
افتح عيني حين افتحها على كثير لكني لا ارى الا قليل!! اين مؤسساتكم التربوية واين تفقدكم وعنايتكم ومعاهدكم التربوية في العقائد والقران الكريم والدين والتشريع؟ اين مؤسساتكم الخدمية؟ اين انتم؟ لذا فان ترك هذه النخب الشبابية الكبيرة والمواليد الجديدة بلا اهتمام فمن الطبيعي ان يستوعبهم ويحتويهم طرف اخر مستغلا اهمالكم لهم في زمن “الانترنت والواتساب والتليكرام وغيره من مفسادات الجيل”، فمن يتحمل مسؤلية هذا الجيل المتروك والجائع والمحبط والمهمل من الجميع؟. ولماذا تستغربون ان يسقط فريسة بيد غيركم فهل الان عرفتم ان لديكم ابناء بعد فوات الفرصة. واتوجه بسوال لجميع المؤسسات الدينية والسياسية والحكومية.. ما هو مشروعكم منذ عام 2003 لهذه الشرائح الشبابية من مواليد عام (2000)؟
3- اذا كان جيل المواليد الجديدة يسمع يوميا معدل (5) ساعات ومن جميع القنوات والمؤسسات والاحزاب التي تتهتم بعضها البعض كلاما صاخبا عن الفساد والنهب والمحسوبية والمنسوبية والفشل والتسلط والتحزب والعصابات وغير هذا فان معدل ماسمعه من حديث ضد الدولة والعملية السياسية يساوي ربع عمره او اقل او اكثر فكيف تتوقعون ان ينتمي هذا الجيل لكم وانتم من زرع عبر وسائلكم الاعلامية ومؤسساتكم فيه ثقافة التمرد عليكم؟
ايها الناس دلوني على يوم واحد لا يمر ما لم يسمع هذا الجيل عنكم ومنكم كل سوء, ولي اهتمام – بحكم عملي – بهذا الجيل ومن هذا العمر واعرف كيف تثقفون ضدكم وانتم السبب فلا تستغربوا ان ينفروا منكم الى اي حدب وصوب ويستغلهم كل مستغل.