منذ أيام وأنا أتابع التحركات التي يجريها المجلس الروحاني الإيزيدي، من خلال زياراته إلى مكاتب الأحزاب الكردية وآخرها كان مع أمير الجماعة الإسلامية في كردستان العراق، ملا علي بابير الذي كان قد قال في لقاء تلفزيوني سابق، إن الايزيديين الذين يقتلون في سبيل إقليم كردستان العراق ليسوا بشهداء، لأنهم ليسوا مسلمين، السؤال لماذا أصبحت هذه التحركات محصورة داخل الإقليم فقط؟
مرت الانتخابات البرلمانية الاخيرة في العراق وبقى الايزيديون على مقعد برلماني واحد ضمن حصة الكوتا المعطاة للاقليات الدينية في العراق، كما أن الإيزيديين كسبوا قضية تم رفعها من قبل السيد ميرزا دناني ضد رئاسة البرلمان العراقي قبل الانتخابات لإنصاف الايزيديين وإعطائهم حصة تناسب وجودهم في جمهورية العراقية الاتحادية، كما قدرت المحكمة حق الايزيديين بخمس مقاعد نسبة إلى عددهم الذين يتجاوز 500 الف نسمة في وطن يعتبرون سكانه الأصليين، ولكن لم نشاهد تحركا من قبل من يدعون تمثيل الإيزيديين لاستثمار هذه المعطيات، والحصول على حقهم من المقاعد البرلمانية.
وهنا لي كإيزيدي أن أسأل من يدعون تمثيل هذا المكون العراقي الأصيل: لماذا تولون كل هذه المكانة لإقليم تابع لدولة اتحادية؟ ولماذا لم نرَكم في بغداد، وهي بلا شك أهم من أربيل بالنسبة للحصول على الاستحقاق والتمثيل المطلوب؟ هل هذا يعني انكم تعملون وفق أوامر حزبية (كردية)، وتجعلون الدين الايزيدي وشعبه ضحية لتصرفاتكم غير المسؤولة؟ وكيف تطالبون الحق من بغداد وانتم أيدتم استقلال الإقليم؟
إنكم بممارساتكم هذه عالة على الايزيديين أكثر من كونكم داعمين لهم، فبغداد هي المنبع الرئيس وليست أربيل، وكان من الأجدر بكم التواجد هناك والمطالبة بحقوق 500 الف شخص من داخل العاصمة العراقية التي تمنح أربيل الشرعية والقوة والمال، وأذكركم بأن الإيزيديين ليسوا فرعا صغيرا نابعا من شجرة الاقليم، بل هم فرع أصيل نابع من كل العراق، وما عليكم الا التوجه الى عاصمته بغداد.
إن حكام العراق أو قادة الأحزاب السياسية، لا يرفضون لقاءكم، بالعكس انهم سيستقبلونكم برحابة صدر، ولكنكم انتم من ترفضون لقاءهم والسبب أوامر حزبية بحتة سواء كانت من قبل الديمقراطي الكردستاني أو الاتحاد الوطني، ليبقوكم تابعين لهم، والا لماذا هم يتواجدون في بغداد، وأنتم لا؟ لماذا يسمحون لأنفسهم ولا يسمحون لكم؟ الكل يتجه لبغداد اليوم، الا الايزيديون، فهم عكس التيار.
الأحزاب الكردية استثمرت الابادة التي تعرض لها الإيزيديون، لجلب الكثير من الموارد المالية والعسكرية واللوجستية، ولن يتنازلوا عن البقرة الحلوب، لكن المصيبة تكمن في تبعية الايزيديين لهذه الأحزاب السياسية الكردية وبالأخص البارتي (الديمقراطي الكردستاني) الذي يعد أحد أسباب الإبادة الجماعية التي حلت بالايزيديين بعد انسحاب قواته بشكل مفاجئ من جبل سنجار في مطلع اب اغسطس 2014.
كم نحتاج كايزيديين من وقت للوصول إلى الاستقلال بالقرار، والتحرر من التبعية غير المبررة للأحزاب الكردية التي لا تراعي المصالح الايزيدية بقدر ما تسعى لمراعاة مصالحها؟