صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

ماذا لو كنت مانحا؟

السؤال موجهاً لنا جميعاً.. لو كنت من أصحاب المنح من أندية باريس وروما ودول العشرين التي بشرّنا بها السيد العبادي، وجاءك وفد من حكومتنا المكللة بالفساد والفائحة منها رائحته ..فماذا ستقول لهذا الوفد العتيد هو الآخر وهو “يسترجيك” بمنحة تملأ ماتبقى من خزائن الفساد والمفسدين..؟

سأخلصك قليلاً من هم الإجابة وأقول لك :

السيد العبادي يعرف جيداً إن لاأياد بيضاء في جعبة حكومته ، فحزم الرحال الى دافوس برعايته وحفظه ، وفي أحلامه ، إنه سيعود بالمال الوفير والصناديق الممتلئة ذهباً وفضة من الجزر والمدن البعيدة كحال السندباد البحري .

لكن للأسف لم يسعفه الحظ كما فعل مع السندباد، فقد وصلت الأخبار قبله، وأتخذ القرار في تلك البلدان، على أن لادرهم فضياً أو خشبياً يدفع لحكومة فاسدة، وهذا ماقاله نائب في برلماننا الموقر، ولامنحة تعطى باليد لرجل هرّج ومرّج بشعار الضرب بيد من حديد على رؤوس الفاسدين، وإذا به من كثر هم الإنتخابات، راح يقلب الدفاتر العتيقة ويضرب المضروبين والمطلوبين أصلا من كهنة أحزاب الإسلام السياسي وغيرهم، لكنه يكتشف للأسف الشديد، ان اليد الحديدية تحولت الى سيف خشبية كألعاب الاطفال، فالذي يسلّمه الانتربول قابضا بأساور القابضات، يتجول قرب مراقد الأئمة داعيا الى الله أن يوفق العبادي بتوفيق العفو العام الذي ما استثنى مجرما الى وشمله برحمته الواسعة !

الرحلة الثانية ستكون الى الجارة الكويت، التي مازالت تدفعنا ثمن حماقات صدام، بعد أن تم غلق ملف جزر الواق واق والعودة السالمة فقط بمركب السندباد الخالي من المغانم !

ولكن من سيعطي في الكويت التي يقال إن مئات الدول والشركات ستحضر “المولد” الذي يتمنى العبادي أن لايخرج منه بلا حمص؟

فماذا ستفعل عزيزي القارىء لو كنت من المانحين في مؤتمر الكويت الشقيقة؟

هل ستفتح حقائب أموالك لدولة قيل عن برلمانها بأنه “أسوأ وأفسد مؤسسة تشريعية مرّت بتأريخ العراق”، واعترف رئيس وزرائها، بان الفساد المالي ينخر في جسد الدولة على أيادي كبار المسؤولين جملة وفصيلا، وتفاجؤك الأخبار بأن منهم من سرق حتى الأموال المخصصة للنازحين الذي دفعوا ويدفعون ثمناً باهضاً بسبب سياسة السياسيين وحراميتهم واستقتالهم من أجل الاحتفاظ بالجنسية الثانية، تحسباً من غدر الزمان وغضبة الشعب الساكت حتى الآن؟

ماذا ستفعل بربك؟

سأفترض إن لعاب هذه الدول والشركات سيسيل من حجم الاستثمارات والأعمال المتوقعة في بلاد شبه مخربّة وخربة ، فمن أي المسؤولين ستحصل على خطابات ضمان بان أموالها ستبقى “بالحفظ والصون”، وإن صفقات تحت الطاولة لن تستنزفها، وإن عليها أن تدفع الزكاة عن شعب يعيش أكثر من ربعه تحت خط الفقر وفق المعايير الدولية الشفافة؟!

محنة حقيقية ليس للعبادي وإنما لنا كشعب، نحتاج الى من يبني لنا مدرسة “مال أوادم” نيابة عن طبقة سياسية فاسدة فقدت الاحساس بالمسؤولية، أو تجهز لنا مشروعا لشرب الماء الصافي في محافظة تصدر ثلاثة أرباع النفط العراقي وتنام على ضيم الحاجة والحاجات الاساسية لحياة شبه بشرية !

كنّا سنستطيع الحصول على الكثير لو إن السيوف الخشبية كانت حقيقية، ورأى العالم وتلمس، إن لدينا رئيساً للوزراء كان من الشجاعة بمكان، إنه ضرب حيتان الفساد التي لا تبعد عن مقره الرسمي سوى أمتار قليلة.. عندها كان يستطيع ان يطلب فيغنوا له “كول واتمنى عليه.. شرد أقدملك هدية”..!.

أقرأ أيضا