صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

ما العمل بعد خذلاننا انتفاضة تشرين؟

إذا كانت قواعد اللعبة لاتزال محكومة للحيتان وايتام المحاصصة من خلال قانون انتخابات مفصل عليهم، إذ لم يتم إلغاء التصويت الخاص لمليون ونصف شرطي وجندي، وتصويت الخارج، ومزدوجي الجنسية، ولازالت الميليشيات قائمة، وكذلك حيتان الفساد المسنودون من رجال دين مرعوبين من شباب جامعات ينادون بدولة مدنية  قانونية عصرية، في ظل قضاء ساكت عن كل الجرائم، وهيئة مشرفة تشكلت بالمحاصصة عبر إشرافهم وعدم تفعيل قانون أحزاب، وفي ظل أمراء حرب متسيدين فوق الدولة، ومع وجود أحزاب اصبح لديها المال والسلطة والسلاح ولغاية الان لم يوضع فاسد واحد في السجن (تم إقصاء ونقل القاضي احمد الحريثي رئيس محكمة الفساد الذي سجن ابو مازن فقط لمدة يومين)، ولم يكشف لحد الان او يحاسب قتلة ٦٠٠ شهيد و٢٥ الف جريح ومئات المعوقين والمخطوفين والمخطوفات، بل لم يتم حتى الاعتذار من ذويهم  عن هذه الجرائم والاغتيالات وكل هذا القمع والتعسف.

أمام كل هذه الحقائق المرة، اليس من الوفاء لدماء الشهداء هو استكمال المشوار والتفكير ما العمل وماهي الخطوة العملية القادمة واستمرار الضغط لإقرار قانون عادل ومتكامل للانتخابات وحل البرلمان، وضمان توقيتات للانتخابات المبكرة وتفعيل قانون الاحزاب ومحاكمة الفاسدين وقتلة المتظاهرين.. أرى بعض النشطاء، ربما بسبب قلة الخبرة على وشك الوقوع بفخ السلطة بحجة: نظموا أنفسكم وادخلوا بالانتخابات.. أمام هذه الحقائق المرة يا ترى ماهي فرص الفوز؟ والسؤال الأخطر: ماذا لو لم يفز ممثلو التظاهرات.. لأن قواعد اللعبة محكومة سلفا للميليشيات والفاسدين المدعومين برجال دين.. إلا يعد هذا إقرار بواقع العملية والمنظومة السياسية الفاسدة والرضوخ لقواعدها.. مجرد سؤال ومجرد تفكير بصوت عالي، المطلوب اولا : تغيير قواعد اللعبة من خلال الضغط الشعبي الجماهيري المنظم السلمي والواعي الذي تقوده الطبقة الوسطى التي لاتزال متوارية بعيدة عن القيام بمسؤولياتها في قيادة التغيير كونها الوحيدة المؤهلة والمنتجة ماديا وفكريا.

إن هذا الأمر يحتاج الى مزيد من التشاور والعمل الجاد ووضع رؤية مدروسة بعناية والتخطيط لقيادة الصفحة القادمة من نضال الشعب العراقي تتناسب وحجم التضحيات الجسام، والتي تبتدا من وجهة نظرنا، وبعد ان فرزت الخنادق والمواقف والاصطفافات بدقة، الدعوة لمؤتمر وطني تكون اول رسائله دعم المتظاهرين والشد على ايديهم، وثانيا تثبيت وتكريس مطالب المتظاهرين الحقيقية لإحداث التغيير الجذري وتفادي الإجتهادات الشخصية.

مدير مركز دجلة للتخطيط الاستراتيجي

أقرأ أيضا