صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

مسيحي مؤمن أشرف من متدين فاسد

العنوان تصرفت به قليلاً لإعطاء المحتوى شمولية أكثر وأعمق، الكلام حقيقة للسيد رشيد الحسيني الذي كان يفسر لنا مقولة المرجعية السيستانية  “المجرب لا يجرب” والتي قالها من خلال فيديو تداولته وسائل التواصل، فرفعت كلمة الشيعي ووضعت بديلاً عنها “المتدين”، لأني قرأت محتوى قصده وهو أن غير الفاسد باختلاف انتمائه، هو خير من الشيعي والسني والمسيحي الفاسد، وبنيت تفسيري على ما أكمله السيد بالقول “إنسان لا يصلي ولا يصوم وبه صفات الصدق والامانة أفضل من مسلم لا يصلي ولايصوم”.. والمسلم هنا هو الشيعي والسني وبقية المذاهب الاسلامية، ولأنه على وجه الخصوص كان يخاطب جمهوراً شيعيا بقوله “يريد يزور الحسين مايريد.. يريد يصلي بالليل لو ما يصلي”.. والقصد مشار للشخص الذي يتصف بصفات الصدق والأمانة وهو القادر على أن يتولى أمور البلاد والعباد بمنطق الأمانة التي افتقدتها الحكومات التي تعاقبت على هذا الشعب، ومنطق الصدق، وهو بمعنى الشفافية بالمفهوم السياسي، وهو كما نشهد مفقود هو الآخر.. وبكلتا الصفتين تتحقق العدالة المفقودة لدينا!!

فالرجل الحسيني كان حقيقة أجرأ وأوضح من أي نوع من أنواع الفتاوى التي تتحدث عن بناء دولة عراقية معاصرة، فالدولة لا تقوم على أساس التصنيفات الطائفية والعرقية والدينية ولا على أساس أي هويات فرعية تقسّم المجتمع وإمتيازاته على تلك الاسس.

وبتأمل طرح السيد الحسيني الذي لامس حتى النص المقدس بشأن ولاية المسلم من غير المسلم، ملاحقا بقوة فتوى “الحاكم الكافر العادل أفضل من الحاكم المسلم الجائر”.. يمكن ملاحظة وتلمس المستنقع الذي نخوض فيه، فما زال القول المطلق برئاسة الوزراء للشيعة، ويتقاسم رئاستي التشريعية والجمهورية كل من الكرد والعرب، يعني قسّمنا البلاد الى شرخين  أولهما طائفي بإمتياز والثاني قومي وبإمتياز أيضاً.

وكيف نقارن هذا الكلام المعاصر والمنطقي مع قول مسؤول حكومي ورسمي فاعل وبشوش على شاشات الفضائيات، يقول بكل قوة وقناعة “لو جاء اينشتاين الى العراق وهو لا يصلي ولا يصوم، فلن نعيّنه في أي وظيفة بما في ذلك كناساً في أمانة  بغداد “وماكان عليه إلا أن يكمل” ومن إتخذ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين”، وبذلك يلغي كل ماعداه ليبقى وحيداً بشوشا متدثرا بافكاره التي عافتها الديناصورات!!

فتأمل أيها المواطن المسكين أي عقلية تقود البلاد وأي نفق ينتظرنا لو إستمر مثل هذا الكائن الحجري وغيره من الكائنات الأكثر حجرية في قيادة البلاد؟!

أقرأ أيضا