اغتيال هشام الهاشمي هو تكرار وتبني لذات أدوات النظام السابق في التعاطي مع المعارضين له، لكن يختلف فقط في ان مرتكب ذات الفعل هو من كان ضحيته ذات يوم. ولنمر سريعا على بعض ضحايا اغتيالات الانظمة السابقة وصولا لإغتيال الهاشمي.
بعد قيام ثورة ١٤ تموز في العراق سنة ١٩٥٨ واعلان النظام الجمهوري، وسماح الزعيم عبد الكريم قاسم للأحزاب التي كانت محظورة زمن النظام الملكي، مثل حزب البعث والحزب الشيوعي العراقي والحزب الديمقراطي الكردستاني وغيرها، بالعمل العلني، شهد العراق إغتيالات وعمليات تصفية جسدية لسياسيين راح ضحيتها شباب في مقتبل العمر، واول عملية اغتيال قام بها البعثيين كانت بتنفيذ صدام حسين بنفسه، هي عملية اغتيال احد أقاربه واسمه (سعدون الناصري) لأنه كان مسؤول منظمة (الشبيبة الديمقراطية) -منظمة للشباب المناصرين للحزب الشيوعي العراقي- وكان الاغتيال بتحريض خال صدام حسين المدعو خير الله طلفاح ذو التوجيهات القومية، لصدام الذي كان يعيش في كنفه بعد طرده من بيت زوج امه ابراهيم الحسن.
ثم تم اغتيال احد الضباط وكان اسمه (عز الدين اللافي) اغتاله (سعدون شاكر) مؤسس جهاز المخابرات في زمن البعث بعد انقلاب ١٧ تموز ١٩٦٨ ووزير داخلية نظام صدام لسنوات عديدة.
ثم جاء انقلاب ٨ شباط الأسود ١٩٦٣ الذي افتتح الانقلاب باغتيال قائد القوة الجوية العراقية آنذاك جلال الأوقاتي وتم اغتياله من قبل أحد البعثيين واسمه (غسان) وهو من أفراد الحرس القومي الذي شكله حزب البعث والذي ارتكب اكبر المجازر في بغداد بعد انقلاب ٨ شباط راح ضحيتها الآلاف من الأبرياء، وبالمناسبة فإن رئيس وزراء العراق السابق عادل عبد المهدي المتهم الرئيس بقتل متظاهري انتفاضة تشرين ٢٠١٩، كان أحد افراد الحرس القومي “البعثي” وكذلك اول رئيس وزراء للعراق بعد ٢٠٠٣ إياد علاوي.
وقام حزب البعث بتأسيس جهاز (حنين) سنة ١٩٦٤ اي بعد انقلاب ٨ شباط بسنة واحدة وكان يضم بعض القتلة المعروفين وعددا من أفراد الحرس القومي، وهو جهازكانت مهمته الأساسية تصفية الخصوم السياسيين وكان مرتبطا ارتباطا مباشرا بمكتب العلاقات العامة لحزب البعث الذي تحول سنة ١٩٧٢ إلى مديرية المخابرات التي كان يديرها سعدون شاكر في (قصر النهاية) حيث يتم فيه تصفية الخصوم السياسيين المتمثلين بالدرجة الأساس من الشيوعيين في بداية الأمر ثم شملت التصفيات البعثيين أنفسهم مثل (حارث ناجي شوكت) و(على عبد السلام) و(عبد الكريم مصطفى نصرت) ثم اغتيال امين عام حزب البعث (فؤاد الركابي) بعد اعتقاله لأنه رفض التعاون مع جناح ميشيل عفلق لحزب البعث والذي كان يقود انقلابا يمينيا في الحزب الذي كان فؤاد الركابي امينه العام، وأدخل القاتل واسمه عبد الرزاق إلى السجن وذبح فؤاد الركابي ذبحا.
وكذلك طالت الاغتيالات حلفاء البعثيين مثل (حردان عبد الغفار التكريتي) الذي هرب إلى الكويت وتم اغتياله هناك من قبل المخابرات العراقية، و(عبد الرزاق النايف) في لندن.