صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

من الرجل الظل الذي لاحقته إسرائيل لسنوات؟

لقب باسم الشبح، وارتبط طوفان الأقصى باسمه بعدما أعلن بصوته عن بدء العملية في السابع من أكتوبر. وطاردته إسرائيل لعقود ثم أعلنت اغتياله لمرات عديدة، آخرها قبل ستة أشهر، قبل أن تنعاه كتائب القسام، الخميس 30 يناير 2025 بعد أيام قلائل من دخول وقف إطلاق النار في غزة قيد التنفيذ.

عرف محمد دياب إبراهيم المصري النور بمخيم للاجئين بخان يونس بقطاع غزة، سنة 1965، لعائلة فلسطينية هجرت من قرية كوكبا المحتلة بنكبة 1948.

عانت أسرته مرارة الفقر الشديد، فعمل مع والده في الغزل والتنجيد. ثم أنشأ مزرعة للدواجن وعمل سائقا أثناء دراسته الجامعية.

التحق الضيف بالجامعة الإسلامية بغزة، قبل أن يحصل على درجة البكالوريوس في علم الأحياء سنة 1988، وكانت له أنشطة فنية إبان دراسته الجامعية، وعُرف عنه حبه للتمثيل.

شكلت طفولته وسنوات دراسته الجامعية شخصيته وقناعاته الفكرية والسياسية. فالتحق بالكتلة الإسلامية، الجناح الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بعد بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى سنة 1987، ليصبح بعدها أحد القادة البارزين بالحركة.

وفي سنة 1989، قضى الضيف 16 شهرا في السجون الإسرائيلية دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس، والذي أسسه القيادي بالحركة صلاح شحادة. ثم أصبح أحد القادة الميدانيين في كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، وشارك في العديد من العمليات ضد الاحتلال.

تولى الضيف قيادة كتائب القسام، بعد اغتيال صلاح شحادة، وطور استراتيجيات قتالية وعزز قدرات الحركة في صناعة القنابل وحفر الأنفاق في غزة.

استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي الضيف لأكثر من مرة، منذ سنة 2001، واستطاعت اغتيال زوجته واثنين من أبناءه سنة 2014، بالإضافة إلى 15 شخصا آخر، ودمرت المنطقة بأكملها، ومع كل هذا نجى الضيف.

لقب محمد بالضيف لأنه تواجد في الضفة الغربية لفترة من الزمن، ساهم خلالها في بناء الجناح المسلح لحماس بالضفة، فيما ذكرت بعض الروايات، أن التسمية تعود إلى عدم استقراره في مكان واحد، وتنقله كثيراً لاعتبارات أمنية، هذا ما ساعده على التخفي قدر الإمكان.

والمعروف عن الضيف أنه نادرا ما يتكلم، ولا يصدر عنه صوت إلا في الأوقات الحساسة، آخرها بعد ساعات من انطلاق عملية طوفان الأقصى، يوم السابع من أكتوبر 2023.

لم يستخدم الضيف وسائل التكنولوجيا، ولم يظهر في الأماكن العامة ولا إعلاميا إلا بصورة معتمة، محسوبة خطواته بدقة شديدة، حتى أن نعيه عبر خطاب مصور للناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، كانت من خلال صورة له خلال أشهر اعتقاله بالسجون الإسرائيلية.

أقرأ أيضا