صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

من سيكون رئيس الوزراء القادم؟

السؤال ليس مبكراً، لغير الكثرة التي تحاول خداع الناس بالقول، انتظروا نتائج الانتخابات!

السؤال ليس مبكراً، لغير  من يعتقد ويرسخ مفهوم المحاصصة من إن هذا الرئيس “يجب ” ان يكون شيعياً، والبقية معروفة فالرئيس الكبير كردياً ورئيس مجلس النواب سنّياً.

حتى حملة لواء التغيير والإصلاح أو الإصلاح والتغيير، يحومون في نفس عنق الزجاجة، وليس من بينهم من يقول عكس ذلك.

الحديث يجري والمجادلات تشتد، لكن في نفس مساحة ومكونات المشهد السياسي، لايوجد على الإطلاق طرحا جديداً للتلاعب بمساحات اللوحة وألوانها ومكوناتها، حتى الأكثر رومانسية في عالم السياسة العراقية الحالية، لايذهب بعيداً عن هذا “المعتقد” الذي تم ترسيخه كحقيقة من حقائق الوضع العراقي الحالي، بل والأكثر ثورية لايبحث إلا عن رئيس وزراء معتدل شيعي غير طائفي كحال العبادي الذي أراد أن يضرب الفاسدين بيد من حديد فنسي وعوده في زحمة انشغالاته بالخطابات الرنانة والطنانة ..ورئيس جمهورية كردي لاينام كثيراً وحامياً لدستور لاتشتريه هذه الطبقة السياسية بدرهم من خشب،رئيساً كحال معصوم يعرف إن رئاسته شرفية ويعترض على ميزانية لايستطيع ان يغير فيها حرفاً ولا رقماً، ورئاسة البرلمان للسنة على أن لايكون براغماتياً الى حدود الخديعة كحال سليم الجبوري الذي يمرر قانوناً أمام وسائل الاعلام صباحاً ثم يشتمه مساءً أمام وسائل الإعلام نفسها.

“إحتمالية ” النزاهة في الإنتخابات المقبلة تبدو من الآن مسحوقة تحت هيمنة التزوير الذي صار الحديث عنه مثل رواية مزحة لاتضحك أحداً،  فالبطاقات الإنتخابية معروضة للبيع في سوق النخاسة السياسية في بلادنا التي تنوء بحمل هيئة للنزاهة لاتنظر الى مايجري ومفوضية انتخابات لاتعلم حتى الآن كم عراقي في البايومتري وكم سيكون على المكشوف، فيما تدري إن بطاقاتها “الأمينة ” وصل سعر الواحدة منها الى مائتين وخمسين دولاراً أميركياً عداً ونقداً، فيما شعاراتها وشعارات الكتل السياسية مازالت تتحدث عن “بطاقتك شرفك ” و “صوتك مستقبلك ” فيما بازار البيع جارياً من مواطنين لايشبعون بطونهم بثلاث وجبات من الأكل غير الدسم تماشياً مع النصائح الطبية.

وغير ذلك من “التزويرات” أو “التزاوير” أشهر من نار على علم كما يقال وما لايقال أيضا، لأن القادم في حفلة التزوير العراقية هذه، لم يعد سراً، وكلّ سر جاوز إثنين شاع..!!

والآن نسأل من هو رئيس الوزراء القادم؟

المالكي صعب والعبادي ممكن والعامري إحتمال ونجم على القائمة.!

من من هؤلاء ليس لدى حزبه فصيلاً مسلحاً؟

من من هؤلاء يقول بإمكانية أن يكون رئيس الوزراء سنياً أو كردياً او مسيحياً أو مدنياً عابراً للتسميات المخجلة؟!

في نظام مدارسنا، يتم نقل الطالب المشاغب أو كثير المشاكل الى مدرسة أخرى، وهو حل تتم فيه معاقبة المدرسة الأخرى فيما جذر المشكلة باق في المدرسة الأولى.!

هذا هو حالنا وسبيلنا لـ”التغيير” المنشود بالخطابات.!

لا يوجد أي طرح جديد لقلب الطاولة على المتحاصصين ومقسمي كعكات البلاد وناهبي ثرواتها ومفقري شعبها.

سيعترض البعض ويقول : هذا مستحيل الآن على الأقل وطريقنا هو طريق التغيير السلحفاتي، متناسياً إن مشاريع تثيبت البلاد في مكانها تعدو كالأرانب، وهي أرانب لاتستريح ولاتنام ولاتهدأ حتى تعطي فرصة للسلحفاة ان تصل خط النهاية قبلها.

لست عدمياً ولا متشائلاً كما يقول الروائي الفلسطيني أميل حبيبي، ولاتوجد عندي حلولاً سحرية وليس تحت عباءتي عصا موسى، لكني من موضع البطران المتبطر، أرى المشهد القادم استنساخا مطابقا لاستنساخ عباس البياتي وتوزيعا سبعاوياً على إدهاشات حنان الفتلاوي و تلوناً يليق بمشعان الجبوري ولوحة سياسية مشبّعة باللون الرمادي وألواناً أخرى ستتصارع من أجل خداعنا البصري الذي اتمنى أن لايتحول الى عمى ألوان قبل أن نذهب الى صناديق الاقتراع.

أقرأ أيضا