صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

من هو الراعي للإرهاب؟

في العشرين من كانون الثاني يناير 2025، أصبح السيد ترامب الرئيس السابع والأربعين لا قوى دولة في العالم، وفي هذا اليوم وقع اوامر تنفيذية كان عددها يفوق 100 أمر تنفيذي، من بينها اعتبار كوبا التي تبعد عن امريكا ليس اكثر من 100 ميل، راعية للإرهاب، وفي تصريحاته قبل التنصيب وفي كلمته عند التنصيب صرح بانه سيعمل على نشر السلام وانهاء الحروب، وهذا كلام جميل وكل من سمع هذا الكلام أعده بشارة خير، لابعاد شبح الحروب التي دمرت العالم في كل مكان حدثت فيه، ولكن، ما الدقة فيما قال ويقول، هذا ستبينه الايام القادمة، حيث امامه اربع سنوات، ولكن امريكا كدولة، هل هي راعية للإرهاب، الجواب عند كل العارفين بسياسات الادارات الامريكية على مر التاريخ، فمنذ عام 1952 عندما دعمت الجنرال “باتيستا” للقيام بانقلاب ضد الحكم الجمهوري في كوبا، حيث أقام سلطة دكتاتورية متخلفة مرتبطة بأمريكا، وفي عام 1953 ساهمت في إسقاط حكومة مصدق في إيران، وكذلك نفذت انقلابا عام 1954 في غواتيمالا قادته المخابرات المركزية الامريكية واحتلت لبنان عام 1958 اثر ثورة 14 تموز في العراق عام 1958، وحاولت غزو كوبا عام 1961 (خليج الخنازير)، حيث تم افشال الغزو من قبل الثوار الكوبيين، وقتلت عميلها رئيس وزراء فيتنام الجنوبية عام 1963.

وفي عام 1964 قامت بأعمال عدوانية ضد لاوس بهدف دعم حكومة موالية لها، وقامت بعملية خليج (تونكين) الفيتنامي ضمن الخطة 34 للتدخل في فيتنام، وتدخلت في الدومنيكان على إثر قيام حركة ثورية في البلاد، واحتلت سان دو منغو، كان ذلك عام 1965، وفي عام 1966 قتلت 124 ألفا من المدنيين الفيتناميين رغم وقف اطلاق النار، ودعمت انقلاب قاده (سوهارتو) عام 1968 في إندونيسيا ضد (سوكارنو) الذي حرر البلاد نحو التحرير من اليابانيين والهولنديين، وتم اعدام مليون شخص على اثره، وقادت هجوم مدعوم ب500 طائره على كمبوديا عام 1970، أما سلفادور اليندي فقد تم قتله بانقلاب فاشي على يد الجنرال بينو شيت عام 1973 بدعم المخابرات المركزية الامريكية، ويلجأ الامريكان الى الكذب كأحد الادوات لتمرير قتلهم العمد للناس ,كما فعلت مع 911 شخص في غايان – معبد الشمس وادعت بانه انتحار جماعي كذبا، وفي السنوات 1979 و1980 قتلت رئيس جمهورية كوريا الجنوبية (باك جون بي) ورئيس أساقفة السلفادور تحت رعايته قداسا كنسيا، وفي عام 1981 اسقطت طائرات الأسطول السادس طائرتين ليبيتين، وقتلت 100 شخص مع عمليات اغتصاب في السلفادور، وساعدت الصهاينة على احتلال لبنان عام 1982 واحتلت جزيرة غرينادا عام 1983 بحجج كاذبة، ومستمرة في تزويد الكيان الصهيوني بالأسلحة المتطورة من طائرات وصواريخ وانذرت دول عربية باحتلال منابع النفط اذا اقتضى الامر، وأقامت قواعد في السلفادور لاستخدامها ضد الثوار، وفي عام 1991 شنت حرب ضد العراق ودمرت كل شيء ثم احتلته عام 2003 خارقة كل المواثيق الدولة استهتارا بكل مواثيق الامم المتحدة والمعاهدات الدولية، واحتلت افغانستان ثم سلمتها الى من حاربتهم في السابق، وتحتل منابع النفط السورية منذ سنوات وتقوم بسرقة النفط السوري، وتساهم وتدعم كل الحركات الانفصالية في كل مكان. وساهمت بتعاون اوربي على تدمير ليبيا واليمن وتقوم حاليا بمساعدة الكيان اللقيط في ابادته الجماعية للفلسطينيين في غزة ودعمت احتلاله جنوب لبنان، وفتل قادة حزب الله اللبناني وحماس في غزة ، كل ذلك وزيادة قامت وتقوم به امريكا، ومازالت قواتها تحتل اجزاء من سوريا، أيهما يمارس الارهاب ويرعاه، امريكا ام كوبا المحاصرة منذ اكثر من 60 عاما، اما كوبا فهي جزيرة في البحر الكاريبي شمالا مساحتها 110860 كم2 ارض منبسطة، ومن المتوقع ان يكون عدد سكانها نهاية 2024 بحدود 11.54 مليون نسمه، شعبها من اصول اوربية وافريقية يتحدثون اللغة الاسبانية ، حيث بقيت تحت الاستعمار الاسباني لغاية عام 1897، عاصمتها هافانا وفيها جامعة هافانا التي اسست عام 1728 وفيها العديد من الجامعات والكليات الرصينة، وكانت عام 1957 في المرتبة الرابعة في المنطقة على مستوى التعليم وتعرف تاريخيا بارتفاع عدد العاملين في المجال الصحي، وفيها اعلى نسبة اطباء الى السكان، وقد ارسلت الالاف من الاطباء الى اكثر من اربعين بلدا في العالم، ووفق احصائيات الامم المتحدة كان متوسط عمر الفرد فيها 78 سنة.

وساهمت بمساعدة ايطاليا في ازمة وباء كورونا، وهو ما عجزت عنه المانيا وفرنسا في مساعدة ايطاليا، كوبا الدولة التي استطاع كاسترو ورفاقه من إسقاط نظام الدكتاتور (فولغينسيو باتيستا) في الحادي والثلاثين من ديسمبر عام 1958، وتبنت الحكومة الكوبية الماركسية، وبنت دولة وركزت على التعليم والتعليم الصحي تحديدا، دولة هذه امكانياتها المتواضعة، ما علاقتها بالإرهاب وما فائدتها من الإرهاب، ربما ساعدت كوبا بعض حركات التحرر ضد الاستعمار الامبريالي بكل اشكاله واماكنه، وهذا ممكن، أما أن تكون راعية للإرهاب، فهذا افتراء، ومن تاريخ الجرائم الامريكية يستطيع القارئ ان يحدد من هو الارهابي ومن هو الراعي للإرهاب، ناهيك عن الدعوات التي اطلقها ترامب بضم كندا الى امريكا والاستحواذ على جزيرة غرينادا واطلاق تسمية خليج امريكا على خليج المكسيك!!، اين السلام الذي تدعو اليه يا سيادة الرئيس ترامب؟، ام ان هذه الاحداث ستمر بسلام كما تريد؟، نتمنى ان تكون فترتك هادئة وخالية من الحروب لان الحروب والارهاب، أتعبت الشعوب جميعا.

أقرأ أيضا