الكشف عن خطة الجنرالات الخاصة بشمال قطاع غزة، الذي يتصدر مقدميها الجنرال المتقاعد غيورا آيلاند، والتي يتم تطبيقها من دون الإفصاح عن علاقتها باليوم التالي للبقية الباقية من غزة بعد إقتطاع شمالها وجعله منطقة عازلة، والدفع بمن تبقى من سكانها الى مناطق الوسط والجنوب، وتنفيذ حكم الاعدام بكل المصرين على البقاء فيها، رميا بالرصاص او بالقنابل او بسلاح التجويع الكلي، جعل بعض المحللين من صحفيي إسرائيل المستقلين والموضوعيين، يضربون الاخماس بالاسداس لمعرفة حقيقة مايدور برأس “النتن ياهو” وخطته التالية لغزة، فهو يدعي ان الذي يجري على، بيت حانون ولاهيا وجباليا، هو للضغط على حماس من اجل إجبارها على التفاوض بالشروط الإسرائيلية، لإسترجاع الاسرى مقابل إعطاء حماس ممرا آمنا للخروج منها، وهؤلاء لا يجدون مايقنعهم بروايته بعد مرور اكثر من عام كامل على سريان مفعول السيوف الحديدية المتكسرة، والاسرى الذين يقتلون بالقصف الاسرائيلي، وبعد الجحيم الذي تعيشه غزة قتلا وتهجيرا وتدميرا، قال احدهم ساخرا: اكتملت الصورة لدي، فبعد تعيين نتنياهو لحاكم عسكري لغزة، تحت مسمى، منسق عسكري للشؤون الانسانية، تسللت الى داتا دماغه فاكتشفت انه يصر على اجبار المتبقين والناجين والمتضررين من اهل غزة على تعيين روابط قرى ومخاتير يكون لنتنياهو ممثلا شخصيا بدرجة مختار المخاتير!
تفاصيل المخترة:
أخيرا وليس آخرا، كشف نتنياهو عن تفصيل مهم، في خطته لليوم التالي، للحرب على غزة، ليعطيها جهوزية الشروع بالتنفيذ الفوري، والذي يناقض أي مطالبة أخرى بالوقف الفوري والدائم لإطلاق النار، هذا التفصيل يخص الشق المدني من الخطة، وتحديدا إدارة القطاع والمسؤولية عن تصريف شؤونه المحلية، بما فيها تلقي، وتوزيع المساعدات، وضبط إيقاع السلم المجتمعي، تفصيله يقول : تقسيم القطاع الى محميات عشائرية، ينظم شؤونها، مخاتير وأعيان، يتم التعاون معهم لتسيير أمور الرعية، وقد بوشر بإعداد قائمة بأسماء مرشحة لتولي المهمة، تتضمن نحو سبعين مختارا !
سبق له وتحت ضغوط أمريكية، التقدم بمقترح لخطة “اليوم التالي” الى المجلس السياسي والامني التابع لحكومته، للموافقة عليها، وهي عبارة عن خطة لأعدام أي تطلع فلسطيني لاقامة الدولة المستقلة، والاجهاز على حق العودة، ونسف كامل وشامل، لكل الاتفاقات المبرمة، وقصف حارق خارق لأي وجود، سياسي لمنظمة التحرير، والسلطة الوطنية الفلسطينية، ناهيك عن حماس وأخواتها، انها تعيد إحتلال غزة بالكامل، والضفة أيضا، واذا كان يريد، غزة، محكومة بالمخاتير، الذين يختارهم، فأنه يعد للضفة روابط قرى، لحكمها، وبسلاح خفيف جدا، ومرخص جدا جدا !
لخطته ثلاث أبعاد، أمنية، ومدنية، وسياسية، في الشق الاول منها، سيتم إجتثاث حماس، وإستعادة كل الاسرى، ونزع كل انواع الاسلحة في القطاع، مع سيطرة إسرائيلية مُحكمة على كامل حدود القطاع بما فيه، محور صلاح الدين، وإنشاء منطقة عازلة داخل حدود ارض غزة، وسيتمتع الجيش الإسرائيلي بحرية العمل داخل غزة، دون قيد زمني !
الشق المدني من الخطة متعلق بالمخاتير، ومن يساعدهم من اصحاب الخبرة والكفاءة، الذين لا صلة لهم بحماس اوغيرها، ثم يركز على اهمية محاربة الفكر المتطرف في كل المؤسسات التعليمية، والدينية، والرعاية الاجتماعية، والصحية، وهنا يجري إستبعاد الاونروا، تماما عن المشهد، والاستعانة بمنظمات إغاثية بديلة، وسيتم التعاون مع دولة عربية ذات خبرة في هذه المجالات، وتحديدا مكافحة التطرف “غسل الأدمغة، قبل غسل الايادي من السلاح”، أما إعادة الإعمار فهو لا يتحقق الا بعد التيقن من الاجتثاث الكامل لحماس، وستتولاه، وترعاه، تمويلا، وقيادة، دولا مقبولة لدى إسرائيل !
في الشق السياسي، رفض الإملاءات الدولية، أياً كان مصدرها أو نواياها، وتحديدا بموضوعة وحدة الضفة والقطاع وإقامة الدولة الفلسطينية، وترك الموضوع للتسويات المباشرة وغير المشروطة، بين إسرائيل والفلسطينيين، بما يعني بينه وبين المخاتير!
ذئب قلق وبطة عرجاء:
خطط نتنياهو تصب لصالح مواصلة الحرب وبأي ثمن كان، والهدنة إن حصلت، فهي ليست دائمة، ففي الحرب الدائمة فقط يحفظ نتنياهو لنفسه حق الاستمرار حاكما حتى 2026، لذلك هو يخطط لتكون حربه على الضفة وعلى لبنان وتصعيده مع ايران بدائل متساوقة لحربه التي انخفض منسوبها في غزة!
نتنياهو يتعامل بمكافيلية عالية مع موسم إنتخابات الرئاسة الامريكية، فترامب يزاود على الجميع بالدعم المطلق لإسرائيل، وهو مستمر في إبتزاز حالة البطة العرجاء لبايدن وفي إستفزاز نائبته المرشحة، كمالا هاريس، بتهمة التقصير بدعم إسرائيل، والاثنان يدفعان عنهما التهمة بالمزيد من الدعم الاعمى لنتنياهو، والمناورات بينهم لم تنتهي بعد، للفريقين مصلحة في إرضاء إسرائيل، حتى بتصعيدها المبالغ فيه، وكليهما لا يختلفان إستراتيجيا في نصرة إسرائيل ظالمة اومظلومة، فأمريكا لن تتخلى عنها قطعا، وانما تريدها منتصرة وبأقل الخسائر الممكنة، وخطة نتنياهو، لليوم التالي، ترفع حرارة التصعيد الذي يريده فريق بايدن وهاريس منخفضا وباردا ولو ظاهريا!
مع الاعتذار للفنانة الراقية فيروز، نردد أغنيتها الرائعة من مسرحية، ميس الريم، يا مختار المخاتير، على مسامع نتنياهو، الذي فقد صوابه، وتحول من رئيس وزراء الى مختار المخاتير.
يا مختار المخاتير.. بحكي لك الحكاية.
أنا ما بحب الشرح كثير.. ولا في عندي غاية.
بدي تفللني بكير يا مختار المخاتير…