في السابق كان العراق يتباهى بزيادة أعداد نفوس العراقيين، ويجري الإحصاءات كل 10 سنوات بانتظام ليثبت للعالم أنه يمتلك طاقة بشرية قادرة على التنمية والعسكرة. ومن مظاهر التباهي أنه بعد تعداد عام 1977 قامت دائرة الإذاعة والتلفزيون في العراق بإنتاج أغنية وطنية تحت اسم 13 مليون نسمة أداها المطرب الراحل داود القيسي، وذلك في إشارة إلى أرقام تعداد عام 1977، والتي تجاوزت 12 مليون نسمة.
ومن مظاهر التهكم في ذلك الزمان، كان العراقيون يستصغرون عدد نفوسهم ويقولون على سبيل المزحة أن صينيا زار العراق وسأل عن عدد نفوسه فقالوا له 13 مليون نسمة أو أقل، فقال لهم لدينا فندق واحد في الصين يمكن له أن نسكنكم فيه. وأيضا كانت المقارنة مع تعداد نفوس مصر التي كانت تفوقنا بعشرات الملايين.
زيادات أعداد السكان بدأت بعد توفر الرعاية الصحية الأولية في دول العالم الثالث، قلت وفيات الأطفال وكبار السن، وحدث انفجار سكاني في دول العالم الثالث ومنها العراق، حيث بلغ تعداد الكثير من الأسر في العراق عشرة أفراد وأكثر. واستمرت الحكومات تدعم زيادة السكان بدون وضع وتنفيذ خطط تنموية تستوعب هذه الزيادة، فكانت النتائج فوضى سكانية بكل المستويات.
أما بالنسبة لتعداد 2024، فالصورة ضبابية، لأن الحكومة لم تظهر خططها الحقيقية، فهل تعمل من أجل زيادة أعداد نفوس العراق؟ أم أنها تضع خططا للحد من زيادة عدد الأسرة الواحدة إلى 4 أفراد أو أقل؟ أو أنها تشجع الزيادة في السكان مع تطوير وتحسين خطط التنمية؟ كل ذلك للأسف غير واضح.
لم نقرأ أو نسمع مسؤولا عراقيا في الحكومة ووزارة التخطيط، وهو يوضح الأهداف الحكومية بخصوص العدد المطلوب الذي يتماشى مع موارد الدولة، وكل الذي نسمعه هو أن التعداد يخدم الخطط التنمية في العراق.