محمد صادق الهاشمي
بعد ان ناقشنا في الحلقة السابقة نقاط قوة السيد عادل عبد المهدي خلال السنوات الاربع القادمة فمن المناسب ان نشير الى نقاط ضعفه المحتمله الذاتية والموضوعية وايضا تلك النقاط تطرح للنقاش والاثارة العلمية باخلاص وامنية ان يتوفق الرجل وهو امام مسولية بالغة الاهمية والخطورة وهي:
1-عادل فاقد الى السند الحزبي ولا معنى للاستقلال في عالم السياسية العراقية – كما شاهدنا ليلة الهرير وهي ليلة منح عادل الشرعية – للضعفاء والمستقلين فقط الاقوياء كما يقول نوري السعيد اما النظام العراقي فهو نظام حزبي وكل قوى سياسيا فيه هو الذي تسنده كتلة كبيرة في الحكومة والبرلمان, سواء كانت كتلة وطنية او حزبية, ومن الموكد الكتلة القوية يدخل في مفوهم قوتها المال العدد والسلاح.
2- سيرث عادل خلافات الاحزاب التي توثر على الكثير من ملفات الحكومة القديمة والجديدة وتجعله لايمكن له ان يحدد باي اتجاه يسير ولاي ضغط يستجيب وتحت اي قوة سياسية يحتمي ليتجنب ارث الخلافات وان سبيله الوحيد هو الاستقواء بالجمهور وهذا يتطلب منجزات كبيرة ليعيد اللحمة بين الجمهور والحكومة.
3- سيرث مخلفات من سبقه في الحكم من نقص الخدمات وغيره من عشرات بل مئات الملفات والذي ولد مشكلة عميقة وهوة بين الحكومة والجمهور مما يجعله بين اتجاهين اما ان يعالج اخطاء الماضي وينشغل بملفات الماضي المتصل بالحاضر واما ان يتجه الى الامام ناسيا وموجلا ما مضى, وهذا مخالفا لما تطلبه المرجعية منه والجماهير, فعلى جدول اعمال عادل اعمار المدن المحررة بكلفة قد تبلغ (88) مليار دولار والماء والكهرباء والبطالة وتدهور القطاع الصحي والزراعي والصناعي وموضوع السيادة والديون, ولكن تبقى البصرة هي الخط الفاصل والفيصل في النجاح والفشل للسيد عادل ولاي حكومة فانها مدينة العطاء ومدينة الموت وبها ينتصر او يسقط الروساء والملوك.
4- عادل ولد مكبلا وليس مخيرا فامامه عقبة كبيرة وعليه ان يتوازن كثيرا بين الاطراف التي تريد كل منها ان تجره اليها وعليه ان يكون واضحا ويمتلك قوى ذاتية مستفيدا من الجمهور حتى ينتصر وتكون له ارادة خاصة وشخصية مستقلة. والاشكال الكبير ان عادل الى الان لايوجد في حركته الا الاهتمام بالاحزاب لانه رجل مشبع بالعمل السياسي بينما المرحلة تقتضي ان يكون شعبويا لان رئيس الوزراء عام 2018 يجب ان يكون بن الجمهور والا فان ذات الخطاء يتكرر ان عاد الى حاضنة الاحزاب.
5- عادل سوف يجد نفسه في التفاصيل الاقليمية والدولية امام تحدي كبير يفرض عليه ان يحدد هويته ومنهجه ومسلكه السياسي والا فان تلك العقبة ان لم ينتصر عليها قد تكون اهم نقطة ضعف.
6- عادل امامه الديون العراقية للصناديق الدولية ,وامامه من يريد منه ان يكون اداة انهاء ملفات التشكيلات الكبيرة, وامامه تراكم الخلافات الدولية والاقليمية وامامه فساد مضى وفساد قادم ويراد من هذا الملف ان يكون ملفا سياسيا وامامه مسعود الذي لايستقر له حال لان يريد ان يعيش عقلية (العصاة والتمرد والقجق النفطي) ويعتقد- مسعود – ان هذا يحقق له حلمه الانفصالي القومي, وامامه الزعامات السياسية والبيوتات السياسية, وامامه جمهور محبط, ومرجعية ضاغطة قد تتخلى عنه في اقرب اخفاق ومعيار التخلي هو نزول الجمهور الى الشارع, وامامه امريكا وامام عادل جيل جديد من السياسيين كال هذا امام عادل وعادل لا بواكي برلمانية له.
7- على السيد عادل ان يغادر العقل النظري الى العقل العملي فان بين مقالاته ومواقفه اللاحقة بون شاسع قد يكون مقتله فيها ان لم يحول المقال الى افعال.
8- ومن نقاط الضعف هو ان الجمهور العراقي تكاد ان تكون يده على الزناد وحاجاته ملحه وكبيرة واساسية ومشروعة وتراكمية.
9- الجمهور العراقي بعد اليوم لا يتساهل في حقه لاي حاكم لمجرد انه يبرر لهم او يتذرع بالتحدي الطائفي او غيره فان الاعذار كلها اسقطت ولم يعد اي عذر ممكن والجمهور لايقتنع الا بالعمل والمنجز.
10- عادل عليه ان يستعد لوضع ستراتيجية واضحه يحدد بموجبها رويته من الصراع الاقليمي والخلافات والتقاطعات الاقليمية ويختار الاتجاه الواضح وفق مصلحة العراق والقيم مستفيدا من الاحداث التي مرت وميزت بين مواقف العدو والصديق ولا يمكن ابداء اي سياسة فلسفية هنا ولا تنفع المقالات بهذا الخصوص فهنا اما واما.
11- عادل صنع بيده تحديا مهما وهو “بعض” افراد كابينته الذين لم يحسن اختيارهم بعد والايام بيننا والملفاة القديمة عليهم شاهدة وسيرهم تكشف عن توجهاتهم اللاحقة.
12- المنطقة تشهد مخاضات دولية عسيرة وتقاطع ارادات كبيرة ويمكن القول ان احد اسباب عزل المالكي وعدم ترشيح العبادي يرجع بالاصل الى هذا الاس المهم فهل يكرر مواقف الماضين ام بين بين عليه ان يحدد فتلك واحدة من المهلكات والقرار فيها يعد من المشتركات الداخلية والاقليمة.
13- عادل عليه ان يدرك ان الثقافة السياسية للشعب العراقي وواقعه وطبقاته السياسية والاجتماعية لم تكن نفس طبقات عام 2003 ولا حتى عام 2010 فاليوم وعي ولائي وامة تريد ان يتسع العراق في جغرافيته السياسية ودوره الثوري في الوقوف بوجه المشروع الامريكي الصهيوني وهنا محل الافعال وليس المقال.
14- على عادل ان يصنع السياسة بنفسه او باشراك القوى الوطنية المخلصة بتوازن عالي
15- على السيد عادل ان يعلم ان نجاحه منوط بالوزارات والخدمات بهم يبقى وبهم يزول
16- على السيد عادل ان يقراء مواقف النجف جيدا انها ترضى لرضى الجمهور وتغضب لغضبه وان ابوابها مازالت موصدة مالم تهتف الجماهير لعادل وغيره بالعرفان والانجاز