صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

نموذجان للوعي الشيوعي

في ظل تداعيات ما أثارته النائب عن الحزب الشيوعي هيفاء الأمين في مجمل أحاديثها الأخيرة حول الوعي والتخلف، وما يمس طقوس المجتمع الجنوبي في العراق، يمكن تشخيص نوعين من الوعي لدى النخبة الشيوعية في العراق:

الوعي الأول؛ للدكتور حسان عاكف -العاني- من على قناة الفلوجة لبرنامج شهادات خاصة “كنا في عاشوراء نشيد بثورة الإمام الحسين في افتتاحية طريق الشعب أو في الصفحات الأولى من الجريدة.. نحن نعتبر الإمام الحسين الأقرب لنا في طروحاته ومصداقيته و نزاهته وفي محاربته للفساد”.

الوعي الثاني؛ هو للسيدة هيفاء الأمين -الناصري- في ندوة غير محدد مكانها “مديرات المدارس -أحد الجالسين في الندوة يصيح ملّايات- هنَّ تابعات للكتل الإسلامية وهنَّ كنموذج وشكل -تشير بيدها للحجاب- ونحن كنا طالبات نتأثر بمعلماتنا من لابسات الكعب عالي(!) وكنَّ المعلمات كشكل قدوة لنا، وكسلوك كمواصفات وعطاء.. وهذا ليس موجودا الآن. الآن -المديرات- يوقفن -الطالبات- ويقلن لهن بدل العلم خلي نلطم على “فلان وفلتان”، ونلطم حيل ونطب للجنة..”.

أحبتي أيها الشيوعيون نحن نعرف أنكم كغيركم، فيكم الواعي والمنفتح فكريا، وفيكم أيضا القافل والمنغلق على ذاته المنتفخة، وهو في الحقيقة لا يهش ولا ينش، وبالمناسبة إن قافلكم لا يختلف عن أي قافل في التيار الصدري أو حزب الدعوة أو في حزب البعث أو في الأحزاب الأخرى. الوعي قضية نسبية ولا نحملكم أيها الشيوعيون الأحبة فوق طاقتكم، لكن اسمحوا لنا أن نقول لكم؛ لا تخونونا ولا تكرهونا، فنحن عندما ننقد ظواهر سلبية في بعض مفاصل عملكم الثقافي أو الاجتماعي أو السياسي، ذلك من أجل أن نحدث وعينا التصاعدي، جميعنا كعراقيين. أنتم بشر مثل باقي البشر وقدراتكم أيضا مثل باقي البشر، أنتم لستم خارقين، ووفق المنطق الطبيعي لمجريات الحياة وتشتعباتها. النقد ليس شتيمة، النقد حركة ضرورية في تفعيل ومراكمة الايجابي والتوعوي والتصويبي، وذلك لتزدهر المعطيات الفاعلة في تطور الأشياء ومعانيها. ولهذا أيها الأحبة الشيوعيون عليكم أن تتعايشوا مع ما يصدر من نقود فاعلة تجاه “الخربطات” التي يقوم بها أفراد منكم، وذلك لتتجاوزوا مستقبلا تلك الهنات الفوقية التي يمارسها بعضكم، لمجرد أنهم يحملون عنوان (الشيوعيون تقدميون).

إن ما ذكرته في البداية من اختلاف الوعي ونسبيته المتفاوتة عند السيد حسان عاكف وعند السيدة هيفاء الأمين يكشف أن فيكم من يخرط خرطا وينفعل بمن حوله من خرطيين، وفيكم من يحمل فكرا و وعيا ملفتا في فهم التحولات وعناوينها. عاكف يسمي الحسين بعنوانه التاريخي (الإمام الحسين). والأمين تسميه (فلان وفلتان).

سؤال أخير: هل حدث في هذه الإشارة إساءة للحزب الشيوعي العراقي ولتاريخه الطويل؟ أتمنى أن يجيب بعض إخوتنا الشيوعيين، لأجل بلورة حوار ثقافي حقيقي وخارج حقل التخوينات ووصفياته، بأن جيشا الكترونيا ظلاميا يستهدف “الشيوعيين التقدميين”.

أقرأ أيضا