صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

نوستر أداموس..!

العملية الإعلامية، وبالذات إعلام الصورة المتحركة، أعني القنوات الفضائية برمتها، هيمنت عليها قوى يهودية بعد عامين من تحريك الصورة على أيدي الأخوين لومير عام 1894 وعرضت التجربة عام 1895. وتجد في توصيات مؤتمر بال – بازل الصهيوني برئاسة “ثيودور هرتزل” عام  1897 بصدد ما يسمى إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، أي بعد سنتين من أول عرض صورة متحركة على الشاشة. توصية لإستثمار هذا الفن الجديد، لصالح هدف المؤتمر “إقامة وطن قومي لليهود على أرض فلسطين” حتى ضاعت أو ضيعت فلسطين، عام 1948، وهيمنت الدولة العبرية بالكامل على”الميديا والمال” وأوكل البث الفضائي والأقمار الإصطناعية، إلى “ساجي ساجي” وهو يهودي من أصل عراقي يلقب بـ “الساعجي، ويلفظ ساجي” منح كل بنود الأعلانات للشركات العملاقة التي تقدر بمليارات الدولارات، لكي يؤسس ويدعم ويهدم كل قنوات البث الفضائي التلفزيونية في العالم، من خلال صندوق الدعم التي تغذيه بنود الإعلانات في ميزانيات الشركات التجارية الكبرى التي يهيمن عليها المال االيهودي!

لم تترك تلك القوى بابا مزيفا الأ وطرقته وإستثمرته، ومن هذه الأبواب شخصية “نوستر أداموس” الذي تدعي تلك المؤسسة الصهيونية، بأنه قارئ المستقبل الذي لا يخطئ التشخيص. تلك القوى تصنع الأحداث المخيفة في المجتمع الإنساني وتفجر الحروب وتحصد أرواح البشر وتنسبها إلى القدر ونبوءات “أداموس” الذي تجد فيه ملاذا قدريا يخلصهم من محكمة العدل الدولية في مدينة “لاهاي” الهولندية، التي قد تدينهم بجرائم ضد الإنسانية.

فمن هو “نوستر أداموس”؟

“نوستر أداموس” هو طبيب فرنسي وكيميائي، ولد في 14 ديسمبر عام 1503 من أسرة يهودية اعتنقت المسيحية. ويعد “نوستر أداموس” من أهم المنجمين أو هكذا قدمته لنا قوى غريبة. ويدعون هو الذي تنبأ بالحرب العالمية الثانية وتنبأ بسقوط هتلر وإنهيار الإتحاد السوفيتي وسقوط الشيوعية وإغتيال الرئيس جون كندي. وقد طبع كتابه المنشور عام 1555 بعنوان “النبوءات”  حدد فيه نهاية العالم ونهاية البشرية والكون عام 3797 ميلادية. وما غزو العالم بفيروس “كوفيد 19” سوى مقدمة لذلك الهلاك الإنساني، وإبقاء الصفوة من سكان الكرة الأرضية، وهم شعب الله المختار! كان “أداموس” ينظر في وعاء من الماء ثم يكتب رباعيات من الهلوسة عما يراه. وفي كل عام يعلن عن العثور على قصصات ورقية في حقائب قديمة أو خزانة الملابس أو دروج مكتبه أو في قبره.. تبرر ما يخطط للبشرية من الهلاك!

ذات يوم من عام 1986 وكنت أٌقيم في اليونان تلقيت  مكالمة هاتفية من شركة الخدمات الإعلامية الليبية أن أقطع تذكرة طائرة وأتوجه إلى العاصمة الليبية “طرابلس” بشكل عاجل. ولم يضف المتحدث في الهاتف أية معلومة سوى “ننتظرك” في المطار الليبي. قطعت التذكرة وتوجهت إلى الجماهيرية الليبية، وكانوا في إنتظاري. أخذوني في السيارة ليس إلى الفندق، بل توجهنا مباشرة إلى شركة الخدمات الإعلامية ووضعوا حقيبتي جانبا ونزلنا في سرداب فيه صالة سينما صغيرة تتسع لخمسين شخصا وبعد أن قدموا لي فنجان من القهوة قالوا لي سوف نعرض عليك فيلما ونريد رأيك فيه! لأن الأخ القائد معمر القذافي، طلب منا أن تشاهد الفيلم وأن نسمع منك الرأي.

عرضوا علي الفيلم وموضوعه من إحدى نبوءات المنجم اليهودي “نوستر أداموس”. وبعد أن  أنيرت أضواء الصالة، طلبت إعادة عرض الفيلم وكنت سجلت ملاحظاتي على العرض الأول. عرض الفيلم مرة ثانية وكنت أريد ألتأكد فيما إذا كان الفيلم يلمح إلى معمر القذافي، ولم ترد أية صورة أو إشارة إلى معمر القذافي، لكن ثمة شخصية في الفيلم رشيق القامة يرتدي بدلة كاكية قميصها برداء نصفي على رأسه قماشة خضراء. سألوني رأيي في الفيلم والهدف من إنتاجه .. تقديري أن الفيلم هو تمهيد نفسي للرأي العام في الغرب لخلق مخاوف من شخصية صحراوية تختزن صواريخ برؤوس نووية عابرة للقارات مدفونة تحت رمال الصحراء وهو ما شاهدناه في الفيلم. وقلت لهم أظن أن هناك ضربة عسكرية تستهدف معمر القذافي وما هذا الفيلم سوى تمهيد نفسي لأهل الفرنجة في حال وجهت ضربة لمعمر القذافي ونظامه .. في الخامس عشر من أبريل عام 1986 قصفت طائرات أمريكية من قاعدة بريطانية مدينة طرابلس وبالذات منطقة العزيزية مقر إقامة القذافي ولم يكن القذافي حينها في المقر لكنه ابنته بالتبني قد استشهدت في القصف. كما قصفت منطقة بن عاشور المكتظة بالسكان وكذلك مدينة بنغازي.

وفي العام 2012 قصفت طائرات نظام ساركوزي الفرنسية بالإشتراك مع طائرات حلف شمال الأطلسي مقرات الجماهيرية العسكرية وإستهدف موكب القذافي، فجرح وقتل وتم التمثيل به بطريقة بشعة وعلقت جثته بين الخراف في “سوق الجمعة” بعد أن أزيلت ذكورته، ثم وضع في نعش من بين ثمانية عشر نعشا.. وذهبت النعوش في الصحراء الليبية أكبر الصحارى، ودفنت النعوش في مناطق متباعدة حتى لا يعثر عليه أحد.. وبعدها أخرجت الإستخبارات الفرنسية والإسرائيلية وريقات قديمة أكثر تفصيلا مثل كل عام تشير إلى بروز شخص صحراوي يريد إلحاق الشرور بأهل الفرنجة ويطاح به ويبقى مصيره غامضا.. حصل هذا مثل إغتيال كندي ومثل غزو صدام حسين للكويت ومثل سقوط الاتحاد السوفياتي.. دائما يتم العثور على وريقات صفراء سطرها “نوستر أداموس” ولكن بعد أن ترسم وتنفذ مخططات القوى الغرائبية.. إنها مسرحيات شعب الله المختار .. فإحذروا أيها العراقيون، من وريقات تقسيم العراق إلى دويلات متناثرة منهكة ومريضة،  سيجدون وريقاتها في أدراج “نوستر أداموس” تعثر عليها مخابرات  شعب الله “المحتال” مستهدفة شعب العراق .. شعب الله “المحتار!”

سينمائي وكاتب عراقي مقيم في هولندا

أقرأ أيضا