صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

هل فينا “خالد زكي” حينما ندعو الاخرين للثورات؟

عبر وسائل الاعلام، وسائل التواصل الاجتماعي وفي جلسات وحوارات شخصية مع مختلف الشرائح الاجتماعية اشاهد تفاعلا واضحا من قبل العراقيين بالخارج مع المظاهرات والاحتجاجات في العراق، ان ذلك حالة إيجابية ودعم اعلامي وزخم اجتماعي مهم من قبل العراقيين خارج العراق انصافا لابناء جلدتهم في داخل العراق. لكن بموازاة ذلك استوقفتني حالة مثيرة للانتباه وهي دعوة شريحة مهمة من عراقيي الخارج الى القيام بثورة غير سلمية في العراق… رغم ان جزءا كبيرا من أصحاب تلك الدعوات يطلقونها ويذهبون للاستجمام على شواطيء البحر وضفاف البحيرات بدرجات حرارة غاية في الاعتدال وباسترخاء منقطع النظير.

لن اتوقف هنا مع صحة او عدم صحة القيام بثورة سلمية او مسلحة في العراق، بل ما يهمني بالأساس هو التساؤل التالي: هل في هؤلاء نموذج خالد زكي لكي يشفع لهم اطلاق دعوات من هذا النوع؟

ولمن لا يعرف فان خالد زكي هو شيوعي عراقي كان مقيما في لندن وعاملا في منظمة بريتراند للسلام ولكنه قرر ترك كل شيء خلف ظهره عام 1967 والذهاب الى العراق من اجل قيادة مجموعة مسلحة من الاهوار الوسطى على مقربة من الحدود الإدارية لمحافظة ذي قار تاثرا بالحركات المسلحة في أمريكا الجنوبية، وكان يهدف نشاط تلك المجموعة الى اسقاط النظام السياسي القائم في العراق. ورغم ان التجربة انهارت بعد مدة ليست طويلة لان افرادها لا يجيدون التحرك في بيئة غريبة عليهم تماما فقتل قائد المجموعة والقي القبض على الاخرين. لكن الأهم ان الرجل ترك رغيد العيش لكي يكون على قدر مسؤولية الدعوة التي اطلقها. فهل فيكم خالد زكي حينما تريدون زج الناس بمواجهة الرصاص؟!

ان ابداء اي وجهة نظر حول مختلف الموضوعات لا يتطلب ان تكون حاضرا في ذات مكان الحدث وان كان وجودك هناك افضل لانه يمكنك من مشاهدة المجريات عن قرب.. من حق الجميع ابداء وجهة نظرهم بخصوص التظاهرات في العراق تاييدا او رفضا او حتى تقديم توصيف لما يجري من وقائع. لكن الدعوة للقيام بثورة في العراق (بغض النظر عن صحة او عدم صحة تلك الدعوة) يتطلب بالضرورة التواجد داخل العراق. ان ذلك موقف اخلاقي ومنطقي. اما ان تدعو لثورة وتدفع الناس للتغيير ولو بالقوة، تضعهم في مواجهة الرصاص وانت تسترخي على شواطيء البحر بدرجات حرارة غاية في الاعتدال فانها انانية ونرجسية مفرطة.

أقرأ أيضا