صحیفة متحررة من التحیز الحزبي
والطائفي ونفوذ مالکیها

هل يسحب العبادي يد فالح الفياض؟

أثارت خطوة رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في سحب يد وزير الكهرباء أسئلة ماراثونية لدى جل المتابعين وبمضمون واحد يتمثل في امكان اتخاذ خطوة مماثلة ربما هي الاكثر اهمية في ازاحة وزير الامن الوطني فالح الفياض؟

ويعتمد أصحاب هذا التساؤل الموحد على حيثيات موضوعية متعلقة بسلوك الفياض وأدائه الوزاري الفاشل الى اقصى حدود الفشل.

فهو بعقليته العشائرية المجانبة لمفهوم بناء الدولة قد زج بالمئات من الاميين في وزارة الأمن الوطني لكونهم من ابناء عشيرته، كما لو ان الوزارة تمثل احد ممتلكاته الواسعة ليتصرف بها كيفما يشاء، ويمكن للعبادي التعرف بسهولة على هذا الفساد الذي نخر وزارة الامن الوطني من خلال التعرف على هويات الاحوال المدنية التي تحمل القاب المنتسبين الذين عينهم الفياض.

والغريب في سلوك هذا الرجل الذي يحيط شخصيته بكثير من الغموض أنه أثرى ثراءً فاحشاً في السنوات الاخيرة، بحيث قام باستيراد كثير من المواد الانشائية في بناء منتجعه بمنطقة الراشدية من ايطاليا، في ظل تاكيدات تشير الى تعيينات اعداد كبيرة في الوزارة قد جرت في مضيفه بالراشدية.

يا دولة الرئيس ان لم تكن تصدق يمكنك ان تسأل موظفي الوزارة عما اذا كان الفياض يوقع بريد الامن الوطني في وزارته، وعما اذا كان يراعي الزمن في توقيع المكاتبات الرسمية؟!

بالتأكيد سيقولون لك ان توقيع الفياض على كتاب رسمي قد يستغرق اكثر من شهر بسبب اهماله المتعمد وعدم اكتراثه بالمسؤولية المنوطة به.

واذ تشدد المرجعية الدينية العليا بشخص سماحة اية الله العظمى السيد علي السيستاني على ضرورة محاسبة المقصرين واعتماد الكفاءة يعتقد البعض ان سيادتكم ستبادر بسرعة الى تحري وزارة الامن الوطني للوقوف على كيفية استغلالها لمآرب شخصية ليس للعراق والعراقيين فيها ناقة او جمل.

والأكثر غرابة ودهشة ان بعض الساسة يتحدث عن مسعى فالح الفياض الى الترشح لرئاسة الوزارة المقبلة ويضيفون عبارتهم الساخرة “حتى يصبح العراق مهزلة السياسة والاقتصاد والثقافة”.

ولا شك ان المرجعية الدينية، وايران، وامريكا بحكم المنطق لا بحكم الاتفاق سيقطعون الطريق الى جانب القوى السياسية العراقية على مسعى الفياض لسبب واضح هو ضياع العراق واهله بعقلية عشائرية جاءت بها الصدفة الى الواجهة.

احد المدراء العامين في الوزارة حدث صديقه يقول: كنا في اجتماع مع الفياض فسالته: لماذا يا سيادة الوزير توقعون تعيينات جديدة، بينما يوجد عدد من المنتسبين يعملون بعقود مقطوعة منذ اكثر من سنة وهم احق من غيرهم بالتعيين على الملاك الدائم؟

وتابع القول: اجاب الفياض: انا وزير وبكيفي.

دولة الرئيس ان صاحب هذا المنطق هو الاولى في الالتحاق بوزير الكهرباء، أليس كذلك؟!

أقرأ أيضا