– المغربي سيون أسيدون.. قائد حملات مقاطعة “إسرائيل”: ولد أسيدون عام 1948 من عائلة يهودية مغربية كانت مستقرة بفرنسا، وهناك تلقى تعليمه الأكاديمي، وتشبع بالفكر اليساري، قبل أن يقرر العودة إلى المغرب بعد إتمامه لتعليمه.
عاد أسيدون إلى المغرب ومعه حلم إحداث “تغيير” حقيقي في بلاده التي كانت خلال السبعينيات تعيش أياماً كانت توصف بـ”الجمر والرصاص”، إذ يتعرض فيها المعارضون لاعتقالات وتضييقات شديدة، وصلت إلى السجن دون محاكمة في معتقلات سرية. وخلال تلك الفترة أسهم أسيدون في تأسيس النواة الأولى لتجربة اليسار في المغرب، وضمت عدداً من المثقفين والنشطاء المغاربة الذين حملوا هم التغيير في البلاد بغض النظر عن دياناتهم. إلا أن الطريق لم تكن مفروشة بالورد، فاعتقل من اعتقل، وعذب من عذب، واختفى من كتب عليه الاختفاء دون أن يعرف مصيره. قرر أسيدون التفرغ بشكل كامل لخدمة القضية الفلسطينية، ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني، وبالأخص الترويج لمقاطعته اقتصادياً.
يقول أسيدون إنه عرف حقيقة “أكاذيب الصهيونية” في سنة 1976، وذلك بالموازاة مع تعمقه في فهم الشيوعية، والاقتناع بأفكارها.
وأوضح في مقال سابق كتبه حول مناهضته للصهيونية، أنه “لم يولد مناهضاً للصهيونية”، مشيراً إلى أنه نشأ في عائلةٍ مغربية يهودية، “وبما أن آبائي لا صلة لهم بالفكر الشيوعي، فحظوظي كانت ضئيلة لأعي منذ صغري وتلقائياً حقيقة الأمور. وهكذا، مرّت سنواتٌ قبل أن أُصدم وأهتز وأخرج اضطراراً من قالب النظرة المكتسبة ومن الإحساس المبتذل للتضامن الطائفي”، بحسب قوله.
“لا نريد أن يكون المغاربة مساهمين في ميزانية الجيش الصهيوني… لا نريد أن تدخل تمور المحتلين إلى بلادنا، نرفض أن يساهم شعبنا في دعم ميزانية الاحتلال”.
وأضاف: “كل درهم ندفعه مقابل هذه السلع يتحول فيما بعد بشكل أو بآخر لرصاصة تخترق صدور إخوتنا الفلسطينيين”.
– يعقوب كوهين، كاتب ومفكر مغربي من المغاربة اليهود، وُلد في حي الملاح اليهودي بولاية مكناس في المغرب، هاجر إلى فرنسا وحصل على جنسيتها وهو ومقيم الآن بالعاصمة الفرنسية باريس.
حصل يعقوب كوهين على بكالوريوس في القانون من كلية الدار البيضاء، ومن بعدها تابع دراسته في باريس. رجع إلى المغرب في عام 1978، وعمل أستاذاً مساعداً في كلية الحقوق بكلية الدار البيضاء حتى عام 1987. حصل على الدكتوراه عام 2012.
يٌعتبر يعقوب كوهين من أبرز المفكرين اليهود المناهضين للحركة الصهيونية، والذين يسعون إلى التفريق بين اليهودية كديانة وبين الصهيونية كأيديولوجية وحركة عنصرية لا إنسانية.
وكانت له في ذلك العديد من المحاضرات والخرجات الإعلامية سواء في مختلف وسائل الإعلام الممكنة، سواء العربي أو الفرنسي، إضافة إلى العديد من المؤلفات والمقالات والتدوينات وحتى في وسائل التواصل الاجتماعي من صفحته الرسمية الشخصية. تعرض الكاتب يعقوب كوهين، يوم الاثنين 12 مارس 2012، لاعتداء من طرف أعضاء من عصبة الدفاع اليهودية بفرنسا، وذلك في أحد مقاهي باريس حيث كان يقدم في لقاء أدبي كتابه الأخير المتعلق بالقضية الفلسطينية. قام المعتدون بتصوير حادث الاعتداء وقاموا بنشره على موقعهم الخاص. عاش كوهين في كل من مونتريال وبرلين وعاد بعد ذلك إلى المغرب ليشتغل كمدرس بكلية الحقوق للدار البيضاء من سنة 1978 لغاية 1987. استقر مؤخراً بباريس متفرغا للكتابة حيث لديه عدد من الروايات والعديد من المقالات يقوم بنشرها على مدونته الإلكترونية، وهو عضو بـ”الاتحاد اليهودي الفرنسي من أجل السلام”.
من مؤلفاته باللغة الفرنسية:
*خطر الصعود على السطح
*الجاسوسة والصحفي، الموساد يسيّر اللعبة
*ربيع السايعانيم
*مصير الأخوات بناني سميرس
*الاله لن يعود لبيت لحم.
– راشيل كوري (Rachel Corrie): ولدت راشيل كوري أو راحيل خوري في 10 أبريل 1979، ونشأت في بولاية واشنطن، في الولايات المتحدة. كانت أصغر ثلاثة أطفال لكريك كوري، الذي كان مديرا تنفيذيا في شركة تأمين، وسيندي كوري. تصف سيندي أسرتها بأنهم (أميركيون عاديون، وليبراليون سياسيًا، ومحافظون اقتصاديًا، وهم من الطبقة الوسطى).
بعد تخرجها من مدرسة كابيتال الثانوية، التحقت كوري بالكلية الحكومية إيفير غرين، الموجودة في أولمبيا أيضًا، حيث درست عددًا من مواد الفنون. توقفت لمدة عام عن دراستها للعمل كمتطوعة في فيلق الحفاظ على ولاية واشنطن.
أثناء وجودها في كلية إيفير غرين الحكومية، أصبحت “ناشطة سلام ملتزمة” منظمةً فعاليات السلام من خلال مجموعة محلية مؤيدة لحركة التضامن الدولية تدعى “أوليمبيون من أجل السلام والتضامن”. انضمت لاحقًا إلى منظمة حركة التضامن الدولية (آي إس إم) من أجل تحدي سياسات الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية وقطاع غزة. في سنتها الأخيرة، اقترحت برنامجاً لدراسة مستقلة تسافر فيه إلى غزة، وتنضم إلى المتظاهرين من حركة التضامن الدولية، وتبدأ مشروع “مدينة شقيقة” بين أوليمبيا ورفح. وقبل مغادرتها، نظمت أيضًا برنامج أصدقاء المراسلة بين الأطفال في أولمبيا ورفح.
جريمة قتل راشيل ليست موضع جدل، حيث أكد شهود عيان وهم صحافيون أجانب كانوا يغطون عملية هدم منازل المواطنين الفلسطينيين، أن سائق الجرافة الصهيونية تعمد دهس راشيل والمرور على جسدها بالجرافة مرتين أثناء محاولتها لإيقافه قبل أن يقوم بهدم منزل لمدنيين. في حين يدعي الجيش الإسرائيلي أن سائق الجرافة لم يستطع رؤية راشيل.
الواقع الحقيقي للاحتلال الصهيوني هو ما كانت تريد ملامسته الناشطة الاجتماعية أميركية الجنسية راشيل كوري، لتنقله إلى العالم. كتبت راشيل قبل مقتلها في رسالتها الأخيرة إلى عائلتها (أعتقد أن أي عمل أكاديمي أو اي قراءة أو اي مشاركة بمؤتمرات أو مشاهدة افلام وثائقية أو سماع قصص وروايات، لم تكن لتسمح لي بإدراك الواقع هنا، ولا يمكن تخيل ذلك إذا لم تشاهده بنفسك، وحتى بعد ذلك تفكر طوال الوقت بما إذا كانت تجربتك تعبر عن واقع حقيقي).
وكتبت أميرة عبد السلام عن راشيل حين برأ القضاء الصهيوني قتلة راشيل من جريمتهم (ناشطة أمريكية يهودية هي راشيل كوري – دفعت حياتها ثمنا للدفاع عن منزل فلسطيني بقطاع غزة عام 2003.. فعاقبتها الفاشية الصهيونية الإسرائيلية مرتين.. الأولى بجرافة العنصرية والتميز التي دهستها عجلات الاستيطان في رفح الفلسطينية.. والثانية اليوم بتل أبيب عندما أصدر القضاء الإسرائيلي حكما بتبرئة الجيش من قتلها، ووصف قضيتها بأنها مجرد حادث إهمال.
فقد رفضت المحكمة، اليوم كافة الاتهامات بالإهمال في واقعة قتل الناشطة الأمريكية راشيل كورى عام 2003، التى سحقتها جرافة تابعة للجيش الإسرائيلي خلال مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في قطاع غزة، والتى أقامتها عائلة كورى من خلال دعوى قضائية في مدينة حيفا بشمال إسرائيل عام 2005، متهمة إسرائيل بتعمد قتل ابنتها (23 عاما) وفى حكم مطول قرئ في المحكمة اليوم قال القاضي: إن الدولة غير مسئولة عن أية “أضرار وقعت”، لأنها حدثت خلال أنشطة وصفها بأنها وقعت في وقت حرب، ووصف وفاة كورى “بالحادث المؤسف”.
(في 16 مارس/ آذار 2003 ظنت كوري أن جنسيتها الأمريكية وملامحها الشقراء ستحول دون تدمير منزل فلسطيني، غير أنها سقطت في دقائقَ، جثة هامدة، بعد أن دهسها سائق الجرافة العسكرية في عملية متعمدة، بحسب ما نقل المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عن متضامنين رافقوا كوري وقت الحادثة.
تقول والدة راشيل، سيندي كوري عن ابنتها “كانت إنسانة قبل كل شيء، قادرة على فهم جوهر الأشياء رغم شبابها”.
أما والدها كريك فأحب أن يعرف ابنته بأنها (الفتاة التي يعرفها العالم بأنها التي تفكر بعكس ما تفكر به السياسة الخارجية للولايات المتحدة الأمريكية”، مضيفا “أنا سعيد لأن ابنتي ستذكر بها الشيء).
وأكد كريك أنهم ورثوا القضية الفلسطينية من ابنتهم قائلاً (بالنسبة لنا، لقد ورثنا من ابنتنا راشي قضية الشعب الفلسطيني)
وأشار كريك إلى محاولات إسرائيل التملص من مقتل راشيل، كان آخرها عدم قبول المحكمة العليا الإسرائيلية لدعوى راشيل، مبينا أنَّ من إيجابيات الدعوى (كشف المشاكل التي تعتري النظام القضائي الإسرائيلي وتسليط الضوء على الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية).
وقال كريك كوري (عند ذهابي إلى “إسرائيل” قال لي بعض الجنرالات في الجيش، بأنهم لا يذهبون لبعض الدول الأوروبية، خوفا من الأجهزة القضائية فيها، إلا أنهم لا يشعرون بهذا القلق من الأجهزة القضائية الإسرائيلية).
وحول الدعم الذي سيتلقونه بعد وصول دونالد ترامب لرئاسة أمريكا، قالت الأم سيندي (لا ننتظر أي دعم من إدارة ترامب، بل على العكس نحن قلقون على الشعب الفلسطيني من إدارته/ من تقرير لجانبيرك يوكسال، محمد الضاهر).